السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستشيركم في أمر صديقتي التي آخيتها في الله، وتعاهدنا على حمل كتاب الله، وحفظنا إلى الآن ستة أجزاء؛ بحمد الله وتوفيقه. كانت شخصية راقية بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى، تميزت بصدرها الرحب وحنانها المتدفق من قلب صادق!
وكنت أتعامل معها ببساطة شديدة على طبيعتي، وهذا ما ميزها عندي، ولكن قدر الله قبل أيام كنا جالسين فأردنا أن نطلب من أحد المطاعم، فاتصلنا على الدليل وأعطانا رقما خاطئاً، فعاودنا الاتصال وهاتفته هي، وطلبت اسم المطعم بدون أن تحدد مكانه، فأعطاها نفس الرقم، ووقتها قلت لها: لماذا لم تحددي المكان حتى يعطيك رقماً آخر؟ وذلك بانفعال بسيط؛ كردة فعل وسارت الأمور على ما يرام.
وبعد أن انتهى اليوم فوجئت بإغلاقها للجوال ورفضها الدوام باليوم التالي، فظللت يوماً كاملاً أتصل بها ولا مجيب، فانشغلت جداً جداً! لأنها معي دائماً، وبعدها اتصلت بها بمحاولات لا داعي لذكرها، فردت بطريقة لم أعهدها، وفيها من الجفاء ما فيها، وأخبرتني بأنها مجروحة مني إلى حد أنها مريضة جداً! وأن الموقف - الذي ذكرته لكم - هو الذي جرحها!
وكان حواراً عقيماً بيننا، لم ينتج عنه سوى جراح تضاعفت! لكني حاولت إقناعها رغم صدمتي بموقفها، وأنهت المكالمة؛ فتألمت جداً وتعبت نفسيتي إلى حد لم أتوقعه؛ لأني لم أعتد جرح أحد.
والتقيت بها في الفترة المسائية، وكانت شخصية أخرى مختلفة عن التي عرفت! فأصابني من الهم ما أصابني، ولم أقو على التحدث إليها (بدون الدخول في التفاصيل)، فطلبت مني أن أمهلها أياماً؛ كي تنسى ثم تعود إلى طبيعتها، فلم أرض لأنه كلما زادت الفترة، ستقسو قلوبنا!
فأخبرتني أن هذه طبيعتها، أنها إذا جرحت من شخص تحبه تبتعد عنه أياماً ثم تعود إليه أفضل مما كانت ( هذه وجهة نظرها هي وأنا أختلف معها بالطبع!).
بالنسبة لي، بما أنها أختي وبيني وبينها الله؛ فلن أجعل هذه الأخوة تهزها كلمة، وسأتحمل كل ما جاءني، ولكن إذا عادت إلي فكيف أتصرف؟