الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت متفوقة في الثانوية ولكني تراجعت في الجامعة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 27 سنةً، حاليًا لدي امتحانات نهائية في كليتي.

لقد كنت متفوقةً أيام المدرسة، ومنذ دخولي الكلية -مجال الطب تحديدًا- وأنا في انحدار كامل، لا أستطيع الدراسة وحدي أبدًا، رسبت لعدة سنوات، فقد كنت لا أداوم في الكلية منذ دخولي فيها، وكنت بعيدةً تمامًا عن الله.

والآن أصبحت أكثر قربًا من ربي، وخاصةً بعد أن ابتليت بنوبات الهلع، واضطراب الأنية، ولكن وضعي الدراسي لا زال سيئًا، ولا أستطيع الدراسة وحدي، وأحتاج إلى عمي الذي يشرح لي ويدرسني.

أنا حزينة على حياتي التي ضاعت خاليةً من الإنجازات، وخصوصًا أن من حولي منجزون، وأشعر أيضًا بحزن شديد بأن طفولتي ضاعت بسبب النشأة القاسية، وشبابي الذي ضاع في الجامعة، وصحتي النفسية التي تدهورت جدًا.

أشعر بأني مشتتة، وفي غاية الإحباط، وأنتم أملي الوحيد بعد ربنا سبحانه وتعالى.

امتحاناتي ستبدأ في شهر 6، ولا زلت إلى الآن لا أستطيع الدراسة أبدًا، وأشعر باكتئاب وإحباط طوال يومي، فما توجيهكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والتوفيق.

أولًا: الحمد لله أنك رجعت إلى المولى -عز وجل- وتقربت منه، وهذا توفيق من الله تعالى، الذي هداك إلى الطريق المستقيم.

ثانيًا: نقول لك أنك ما زلت في طريق العلم، وما زالت الفرص أمامك لتحقيق أهدافك، فأنت لست الوحيدة التي تعثّرت في دراسة الطب، بل يُوجد من واجه العقبات والصعاب في الدراسة، ولكن بالعزيمة، والإصرار، وقوة الإرادة، تخطّى كل ذلك، وتخرّج، وأصبح طبيبًا ناجحًا في مهنته.

فما حدث لك اعتبريه تجربةً لتصحيح المسار، ودافعًا لمزيد من الإنجاز، فلا تُقيّدك حبال وقيود الإحباط؛ فهي قيود وحبال واهية، يمكن إذابتها وقطعها بزيادة الثقة بالنفس، ووضع الخطط الجديدة التي تُؤدي إلى النجاح والتفوق.

فنطلب منك -أيتها الفاضلة- ما عانيتِ منه من قسوة في الطفولة أن تجعليه وقودًا لتحريك دوافعك الكامنة، من أجل محو وإزالة كل الترسُّبات السلبية، والمُضي قُدمًا بكل ثبات لتحقيق الأهداف السامية، والوصول إلى الدرجات العالية، ما دمتِ تتمتعين بقدراتٍ، ومهاراتٍ، وإمكانياتٍ قد لا يتمتّع بها الآخرون الذين تقارنين نفسك بهم، وبإنجازاتهم.

أمَّا المساعدة التي تتلقينها من عمّك فلا شك أنها مفيدة، ولكن آن الأوان أن تعتمدي على نفسك، وأن تُعيدي الثقة من جديد، وأن ترجعي إلى طُرق الاستذكار والاستيعاب التي كنت تتبعينها في التحصيل الأكاديمي، فبدلًا من أن تكوني في دور المتلقي، كوني في دور المُعطي؛ فقومي أنت بتدريس الآخرين، واشرحي لهم حتى ولو كان على وجه الافتراض، مثل إلقاء محاضرة في غرفة خاصة، بها كراسي فقط.

وأخيرًا: نقترح عليك مقابلة طبيب نفسي لتشخيص حالتك بصورة أدق، فربما يكون استعمال بعض العقاقير يُساعدك في الخروج من الوضع الحالي.

نسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً