السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره 14 سنة، فهمه ضعيف، فعندما نطلب منه شيء لا يفهم ما نقول، ولا يعرف ماذا يفعل، ولكن هو جيد في الدراسة، ودرجاته عالية، وهو في الصف الثالث متوسط، ويدرس وحده، لكن هو يسهر دائمًا.

فأين المشكلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

استغربت حقيقة سؤالك، فولدكم البالغ من العمر 14 سنة جيد في الدراسة، ودرجاته عالية، وهو في الصف الثالث المتوسط، إلا إنه في نفس الوقت يبدو أن فهمه ضعيف، فعندما تطلبون منه شيئًا فإنه لا يفهم مباشرة، وربما تحتاجون إلى إعادة كلامكم مرة أخرى، وهنا يمكن أن نطرح عدة أسئلة، هل المدرسة تعطيه درجات عالية مجاملة له، ومسايرة لقدراته المحدودة إن كانت قدراته محدودة؟ أم أن المدرسة صارمة وتعطي الدرجات العالية بناء على قدراته؟

فإذا كان الاحتمال الأول، أنهم يعطونه درجات مسايرة له وتطييبًا لخاطره، فالموضوع هنا أننا ربما نتعامل مع حالة من صعوبات التعلم، والتي ربما نحتاج فيها إلى عمل اختبار ذكاء، أما إن كانت الدرجات العالية مرتفعة ويأخذها عن جدارة، فأنا أرجح أن ما يمر به هذا الشاب إنما هي مرحلة المراهقة، وهو يتظاهر بأنه لا يفهم، بينما باله مشغول في أمور أخرى، كالألعاب، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو غيرها.

أنا مدرك أن سؤالي هذا فيه شيء من التطرف بين إما أن عنده إعاقة ذهنية، أو صعوبات تعلم؛ مما يفسر عدم فهمه الأمر الذي ذكرتِه في بداية السؤال، أو أنه -ما شاء الله- ذكي مقتدر؛ مما يعكس الدرجات العالية في المدرسة.

أنصحك -أختي الفاضلة- قبل إجراء أي شيء أن تراجعي المدرسة وتتحدثي مع الأخصائي النفسي الموجود في المدرسة، فمعظم المدارس فيها أخصائي نفسي أو مشرف، ولعله يعطيك فكرة عن وضعه في المدرسة، أيضًا حاولي أن تسألي إن كانت هناك مشكلات سلوكية داخل المدرسة بعد كل هذا الحوار مع الأخصائي النفسي، ربما ستهتدين إلى الطريق الأمثل في اتخاذ الخطوة التالية لمعرفة ماذا يجري مع هذا الشاب.

أدعو الله تعالى لكم وله بتمام الصحة والعافية.