السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسألك بالله يا شيخنا الفاضل أن لا تهمل رسالتي، من الممكن أن تكون مجرد رسالة لكنها بالنسبة لي تصحيح لمساري في الحياة، فأرجو قراءتها وإفادتي بالحل؟
فضيلة الشيخ! أرجو منك أن تفيدني وتنقذني من حيرتي، عقلي يحاورني بشيء، وقلبي يقول لي شيئاً آخر، وأنا والله إنسانة محافظة على أمور ديني، لكن قدر الله لي أن أدخل مجال الإنترنت، بسبب تخصصي الدراسي.
أنا طالبة جامعية، وأدرس من خلال النت، ولنا موقع نناقش فيه الواجبات، وكنت قروب مع بنات وشباب من خلال الماسنجر، وكنا ندرس فقط دراسة، ولا نتكلم بموضوع غير مواضيع الدراسة، فبدأ أحد الشباب يقل أدبه علي بتصرفات معينة، فتخالفنا معه وطردناه، وفتحت مجموعة الماسنجر، فلقيت أن واحدة من البنات اللاتي معنا أعطتهم معلومات عن اسمي الحقيقي، وبعد فتح المجموعة بدأ يستفزني.
بعدها لجأت لمدير الموقع وأضفته في الماسنجر، وشكوت له الحال، ووقف معي وخلصني منه ومن غيره، وكانت تحصل معي مشاكل على الموقع وفي الجامعة، وكان يعطيني الحل الأمثل، ويوم وراء يوم توطدت علاقتنا لكن بحدود الأخلاق الحميدة، وكان يطلق علي لقب ( أختي! ) لكن مع مرور الوقت، أحسست أن وراء هذا اللقب كلاماً، وفعلاً في أي فرصة يلمح لعلاقة محبة ويحاول أن يفتحه، وأنا أرفض بطريقة لبقة وأحاول أذكره بالعواقب وغيرها.
مرت الأيام وأنا شبه اقتنعت، وهو يدري أني ما اقتنعت، وعلى طول يطلب مني أن أثق فيه، لكن لا أدري ما هي حدود الثقة في نفسه، وقال أنه سيعرفني على أخته، فطلبت منه أن أكلمها في الماسنجر أولاً، فقال لي: كلميها بالجوال، وأنا رفضت! فلم يفتح الموضوع مرة ثانية، وكل ما كلمته عنها قال: إن شاء الله قريباً.
مرت الأيام وأجريت عملية، فسألني عن المستشفى وموعد العملية، فقلت له عن الموعد والمستشفى، فسألته لماذا؟ فقال: أريد أن أطمئن عليك! ولأني كنت متوقعة أنه لن يعرفني من كل هذه الأمم التي في المستشفى، لأني داخلة باسم مستعار، لكن المفاجأة جاءت عكس ما توقعت.
جاءتني الممرضة وقالت: هذا الورد لكم! لقيت عليه كرت كاتب فيه (الحمد لله على السلامة) وموقع فيه باسم أخته! أنا خفت بصراحة لأنه يعرف اسمي الآن، ولما سألته تهرب! وما قال شيئاً، وأنا الآن خائفة.
فضيلة الشيخ! المشكلة أني ما جربت عليه الكذب، وكنت أتفحص كلامه، وأحفظ المحادثات، لعلي ألقى عليه كذبة فما لقيت.
الأمر الآخر: كلامه محترم وما يطلع عن أطر الأدب والأخلاق، يلتزم بمواعيد الصلاة بمجرد ما يؤذن يقطع الاتصال، والده داعية معروف، والولد مشهود له في الدين والتربية الصالحة، ويقول لي: إنه يعمل حلقات حفظ للقرآن في المسجد القريب من بيتهم!
فوجئت مرة، وقلت له: أني خلاص أريد أن أنسحب، لأني أكره الماسنجر، لكنه تشبث بي تشبث الأطفال! لا أدري لماذا؟ يقول لي: لا تتركي أخوك! ومن هذا الكلام، لكن طريقته غريبة.
تصرفاته أحياناً طفولية وما لها تفسير، على أنه رجل عمره (25 سنة)، أحياناً أحسه رجلاً عاقلاً موزوناً، وأحياناً أحسه مراهقاً أهم شيء عنده أن يلعب بالمشاعر، وأحياناً أحسه طفلاً يريد أن يتكلم عن همومه بأمان!
دائماً يقول لي: أنت غريبة من بين البنات! لماذا تبتعدين عن الشباب؟ وحتى لو سألتي فأسلوبك صارم وقاس .. وليش وليش؟
كنت مضيفة على إيميل ثانٍ شباب وبنات فقط، أستفيد منهم، وبعدها أغلق الإيميل، لكنه صار يلح علي إلى أن ألغيت الأيميل، وكل مرة يقول لي: أخوك يغار! وأنا بصراحة لست واثقة فيه! ليش؟ لا أدري! على أن الكل يمدحون في أخلاقه على الموقع.
أنا احترت وأريد حلاً يريحني، لأني أشعر أني ارتكبت ذنباً، وأخطأت بحق نفسي وربي، وأريد أن أصحح أخطائي.
أنا سألت عن فتوى واضحة بخصوص الماسنجر، فما لقيت لذلك حلاً، لذلك لجأت إليك، وأرجو من الله أن يكون الحل عندك.