السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 26 سنة، لدي همة عالية -ولله الحمد- في الخير، ومعالي الأمور، ولا أشعر بتكبر على أحد من الخلق، وأشعر أن الله هداني ووفقني للكثير من الطاعات، ورزقني الاستقامة في كثير من أمور الدين، وشرح صدري للدعوة إليه وذكره، ولله الحمد.
بطبيعتي أحب الإنجازات، وأحب أن أشعر أني أنجزت شيئاً، أو حققت نجاحاً، أو حللتُ مشكلة، وأرتاح لذلك جداً، وأفرح لذلك جداً.
أنا أدعو الله كثيراً -ولله الحمد- في أمور حياتي، وفي مواجهة بعض المشاكل التي تعرض لي من حين لآخر -وبسبب ضعفي أمامها- أشعر أني لا ينجيني منها إلا اللجوء إلى الدعاء، وأشعر في داخلي بيقين أن أي شيء دعوت الله به سيتحقق، وأقول: إذن لا مشكلة لدي! لأن ثقتي بربي كبيرة، وهو على كل شيء قدير.
المشكلة أني -وأنا أعلم أن الدعاء من أعظم الأسباب لحل تلك المشكلة التي أواجهها- أتضايق بسبب شيء في نفسي يمنعني من أن أرتاح للدعاء، يقول لي هذا الشيء في نفسي: إذا كنت تتسبب بالدعاء ليحل لك جميع مشاكلك، فستحل قطعاً، فأين إذن مجهودك أنت وقوتك وقدراتك الذاتية لحل هذه المشكلة؟ ويقول لي هذا الشعور: "إذا كنت ستلجأ إلى الله وتدعوه لحل مشاكلك فستُحَلُّ كلها، ولن تحتاج إلى بذل مجهود لحلها، وبالتالي ستفقد لذة الارتياح الذي تجده عند حلِّك للمشكلة"! فأتضايق جداً وأحس أن لساني ثقيل على الدعاء، ويحول ذلك بيني وبين الدعاء لحل تلك المشكلة المعينة.
كما قلت سابقاً بأني أرتاح وأفرح إذا حللتُ مشكلة، لكني أضعف أمام بعض المشاكل، يعني هذا الشعور الداخلي يمنعني من أن أرتاح للدعاء، وأحتاج أن أجد حلاً لهذا الإشكال، وأريد منكم أن تُساعدوني في حل هذه المشكلة بوضوح.
أنا رغم كل هذا، أدرك أني فقير إلى الله، وأنه هو أرحم الراحمين، ولولاه لما كنت موجوداً الآن.
لكن أريد فقط أن أفهم نفسي.