السؤال
السلام عليكم.
أنا أم لطفل مريض بالتوحد، وهو مرض لا شفاء منه، عندما علم أبوه بمرضه تخلى عنا وطلقني وتزوج بأخرى، وهاجر خارج البلاد، وقطع علاقته بنا تماماً.
كنت أعمل في وظيفة تحلم بها كل فتاة تخليت عنها من أجل الزواج والإنجاب، والآن أنا أرعى طفلاً معاقاً بمفردي، بدون مصدر دخل، بلا أمل في الشفاء.
لا أجد ملجأ إلا إلى الله، وأعلم أنه كلما اشتد الابتلاء كان دليلاً على قوة إيمان العبد، لكن من وقت لآخر تحدثني نفسي بأن الاختبار يجب أن يكون مؤقتاً وليس مدى الحياة، فمرض ابني سيبقى ما دام حياً واحتياجه لي واعتماده علي سيبقى ما دمتُ في الحياة، ويقتلني مجرد تفكيري في تركه في هذه الحياة وحيداً بلا سند، كثيراً جداً أفكر لماذا يعذبني الله بأعز ما تمنيت عذاباً دائماً مستمراً؟!
لو كان ابتلاني في صحتي كان ذلك أرحم في نظري، ومهما وصفت ومهما حكيت لا أحد يتصور حجم الألم الذي أعيش به منذ ٦ سنوات، أدعو وأتضرع وأتوسل وأرى بشارات ولا يتغير شيء، حياتي جحيم، يومي متصل لا يفصله إلا ساعات النوم، أستيقظ بألم يعتصر قلبي، وأرجو كل صباح أن لا أستيقظ.
معظم الوقت عندي أمل في رحمة الله، وأنه سيشفيه، لكني أرى كثيراً أمثلة لأناس انتهت حياتهم وهم على ابتلاء، ومجرد تفكيري أن هذه هي حياتي أشعر بانقباض صدري، وبظلام حالك وأدعو الله أن يقبضني أنا وابني في نفس اللحظة.
كما أسأله عز وجل أن يطمئنني برسالة أو بشارة وأن ينزل علي سكينة وصبراً وقوة، أنا أعلم أن الله لم يطلع أحداً على غيبه، وأنه فوق كل عليم، هل أجد لديكم ما يدفعني لأكمل مشواري مدة يوم أو حتى ساعة؟