السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة أدرس الطب في المرحلة الأولى، لم أباشر حتى الآن الدراسة الجادة بسبب أوضاعي النفسية المبعثرة، دخلت الطب لرغبة أهلي، وأخاف أن تضيع سنوات عمري وأيامي في مكان ليس مكاني، كما أخاف من الفشل في مجال خطر كهذا يحتاج الذكاء والجرأة، والقوة، وصفات ليست موجودة بي، فأنا فتاة ضعيفة الجسم والشخصية، ضعيفة في كل شيء، لا أظن أن هناك أملاً يرتجى مني.
مشكلتي أنني أكره نفسي، وأحقد عليها وعلى أفكاري، وحتى على مشاعري وشكلي، وثقتي بنفسي معدومة، لا أملك الجرأة لأي شيء، مع أنني بهذا العمر، ولكني لا أعرف حتى كيف أتحدث مع البشر، كلما حاولت أن أغير من نفسي تأتيني مشاعر لا أدري أهي مني أم من الشيطان تسحبني للرجوع، وتجعلني أكره نفسي أكثر وأكثر! هذه المشاعر والأفكار لا تفارقني، تحرمني من كل شيء، يكفي أنها تحرمني من الحياة، أشعر بها وأنا لا أريدها، إنها شبيه بشعور الندم بل أسوأ وأحقر منه، سوف يقتلني عقلي بكثرة تفكيره، حتى أنني نسيت معنى أن يكون الإنسان صاف البال.
علاقاتي تكون مع عائلتي وصديقاتي إلكترونية، أكتب لهن كثيراً، ولكن حين أقابلهن أشعر بشيء كالشلل يمنعني من التحدث ويجعلني أحتقر نفسي أمامهن، حتى أنني أشعر أن الله قد طردني من رحمته بسبب مشاعري القذرة؛ لأنني كثيراً ما أدعوه أن يصلح حالي، ولكن لا يستجيب لي، أهي وسواس من الشيطان أم أفكار ينسجها عقلي، أم أنني أعاني من مرض التوحد، أم لدي انفصام في الشخصية؟
أرجوكم ساعدوني، أعلم أنني أكثرت عليكم بمشاكلي وهمومي، ولكن ساعدوني وجزاكم الله خير الجزاء.