السلام عليكم

من فضلكم أعاني من شك كبير! أشك في أقرب الناس، وحتى في ولدي! ما الحل من فضلكم؟

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن سوء الظنِّ يجرُّ وراءه المشكلات، ولذلك قال ربُّنا العظيم: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنِّ إن بعض الظنِّ إثم)، قال عليه الصلاة والسلام: (إيَّاكم والظنِّ فإن الظنَّ أكذبُ الحديث)، ثم قال بعدها: (ولا تجسَّسوا، ولا تحسَّسوا، ولا يغتب بعضكم بعضًا، ولا تتدابروا، ولا تباغضوا، المسلم أخو المسلم).

سوء الظنِّ يفتح أبواب الشر وأبواب المنكرات على مصراعيها، لأن الإنسان إذا أساء الظنّ بدأ يتجسّس، ثم بدأ يشك في الناس، فتعوذ بالله من شيطانٍ لا يريدُ لنا الخير، تعوّذ بالله من شيطانٍ همُّه أن يُحزن الذين آمنوا، من شيطانٍ همُّه أن يغرس العداوة والبغضاء بين المؤمنين، {إنما يريد الشيطان أن يُوقع بينكم العداوة والبغضاء}، هذا عمل الشيطان، والمؤمن مطالب أن يُخالف عدوّنا الشيطان، ومخالفة الشيطان لا تكون إلَّا بطاعة الرحمن، الذي أخبرنا بعداوة الشيطان وشرِّه، فقال: {إن الشيطان لكم عدوٌّ} ما هو المطلوب يا رب؟ قال: {فاتخذوه عدوًّا}.

عداوة الشيطان لا تتحقق إلَّا بطاعتنا لله تبارك وتعالى، ونحن لم نُؤمر أن ننقِّب عن قلوب الناس، علينا أن نأخذ الناس بظواهرهم وبما ظهر من حالهم، ونكِلُ سرائرهم إلى الله، التعامل في الدنيا على الظاهر وما يظهر، وعند الله تُبلى السرائر.

لذلك نرجو أن تتزود بالمعاني الشرعية، وتعوذ بالله من شيطانٍ لا يُريد لك الخير، وإذا كان عندك بعض الشكوك صارح إخوانك ومَن حولك وانصح لهم، واستمع لما عندهم، والتمس لهم الأعذار، التمس لهم سبعين عُذرًا، فإن لم تجد فقل: (لعلَّهم عندهم عُذر لا أعرفه).

نسأل الله أن يُعينك على الخير، وتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، ونُكرر لك الشكر، واعلم أن من حولك لن تجد منهم إلَّا الحب والخير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.