السؤال
سلام الله عليكم
أنا شاب بعمر 23 سنة، سؤالي هو الآتي: مؤخراً تملك قلبي شعور بخوف من الله تعالى، لا يفارقني أبداً، حيث أني أصبحت دائم التفكير في القبر ويوم القيامة، الأهم من ذلك، مجرد تخيل الوقوف أمام الله تعالى يشعرني بضيق شديد، أكيد أحب لقاء الله ولكن دوماً أسأل نفسي: هل في ذلك اليوم سيحب الله تعالى لقائي؟ وكيف سيكون موقفي أمامه؟ هل سيكون وقوفاً يليق بجلاله أم لا؟
هناك فكرة دائماً في بالي، أن ما أمر به أنا وإخوتي جريمة، والسبب تزويج شخص لا يصلح للزواج بتاتاً، بل هو سبب شقائنا في الدنيا، ولست مسامحاً له، وأكن له كرهاً لا يوصف، فلقد ابتلينا بأب لا يجوز قول كلمة أب فيه، فهو لا يعرف المسؤولية بتاتاً، ولم يكن له أي دور في تربيتنا، لا مادياً ولا دينياً، فرضت علي مسئولية بأن أكون الأب والأم لإخوتي، وفوق ذلك هو عالة علي أنا وإخوتي، هذا السبب الرئيسي في تعاستي للأسف الشديد.
بداخلي طموح كبير، ولكن دوماً الواقع يفرض علي قبول شيء لا أريده، نتيجة لتلك المسؤولية، ودائماً ما أسأل نفسي: ما ذنبي في تحمل شيء ليس لي يد فيه؟ لست مقتنعاً أن وجودنا قدر أو أن ما نحن فيه قدر، وإنما نتيجة جرم.
الله تعالى كريم عظيم، لا يأتي منه إلا كل شيء جميل، ولا أستطيع نكران ما أنعم الله تعالى علي، حتى وإن كانت في نظري قليلة، لكنه كذلك تراود بالي فكرة أنه لم يقدر لي حب الله تعالى، ولو قدر لي لكنت خلقت في أسرة جيدة، وليس كالتي أعيش بها، فهي أبعد من أن تكون أسرة.
أشعر بضيق شديد، لدرجة أشعر أن ساعتي قريبة، وأنا لا زلت على حال لم أستطع تحقيق هدف من طموحاتي، بل وإني كذلك هين عند الله تعالى، شعور سيء أن تحس أن وجودك في الحياة فقط لتحمل خطأ غيرك، بل وكذلك وجود طموح يقتلك كل يوم يمضي في العمر دون تحقيقه.