السؤال
السلام عليكم.
عندي صديق وقع في ضيق فطلب مني وثائقي ليعمل باسمي، لأنه يجب أن يعمل بملفين، وقد تخاصم مع صاحبه الأول، وقد جاءني باكياً مترجياً وكعادتي لا أرد أحداً إذا كنت قادراً.
صنعت ملفاً باسمي وأعطيته شيكات لتكون ضمانات عند الموردين، والله يعلم أنه كان موقفاً رجولياً، ولم أبحث عن فائدة أو أي شيء، فما لبثت أن وجدت نفسي متابعاً قضائياً، ومطلوباً للعدالة لسبب الثقة العمياء، وكان المبلغ كبيراً أكبر من كل عائلتي، وخارج نطاقها.
كلمته عن ماذا جرى فتحجج بالخسارة في المشروع، وعدم التوفيق، وبسبب نيتي الخالصة الصافية كلمت أحد معارفي واستدان منه باسمي مبلغاً كبيراً نسبياً، ظناً مني أنه سينقذ المشروع ويخلصني من ورطتي، ولكن يا حسرتاه.
بدأت أسأل عن عمله وتقربت منه لأرى ماذا حدث فإذا بي أعرف بأني مغرر بي، وظهر بأن ذلك الصديق ذئب بشري، لا يهمه شيء لا مال العباد ولا حتى رب العباد، بل يستعين بالمشعوذين والحروز والحجب، وعرفت بأنني علقت في زجاجة محكمة الإغلاق، ومكبل اليدين، وصار حتى قوت يومي وأولادي عسيرا، وأبكيت والدي وأحبائي بسبب ثقة عمياء أو غباء منقطع النظير.
أحمد الله على هذا الحال الذي هو إما ابتلاء وإما عقاب، لحكمة يعلمها، ولكن ما يؤرقني هو أني سببت مضرة إلى ذلك القريب الذي أدان باسمي وأصبح يطالبني بما له، وتأكدت بأن سبب همي وغمي أن ذاك الرجل مفلس ولا يستطيع أن يفي بما عليه، فوالله إني أحمل هماً كالجبال، وأخاف أن أظلم نفسي أو أظن ظن سوء، فبالله عليكم انصحوني، وأشيروا علي، خاصة في أمر قريبي الذي ورطته معي.