السؤال
السلام عليكم ورحمة الله. وبعد:
فأحييكم وأهنئكم على هذا الموقع الرائع.
قصتي أنني متزوج منذ 4 سنوات، زوجتي متعلمة وأنا أحبها وهي تحبني كثيراً، ورزقنا بولدين من الذكور، أنا لبناني أعمل في الخليج، ودخلي متوسط بحمد الله مثل معظم الوافدين في أبو ظبي، وربما أفضل من البعض الآخر.
مشكلتي أن زوجتي عصبية جداً، وتكتئب لأبسط الأسباب، في البداية كنت أنصحها كما علمنا الرسول الأسوة الحسنة، وأنها على قدر من العلم والثقافة يساعدانها على الترفع عن المسائل الصغيرة، في البداية كانت تقبل مني ولكن فيما بعد لم تعد تقتنع، فتجيب بأن الأخلاق الرفيعة حكر على زمن الرسول، وأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما الآن فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.
وهي تعترض بشدة على مشاركتي لأخي الأكبر في تحمل مصروف والدتي وشقيقي الأصغر بعد وفاة والدي؛ كون أخي ميسوراً أكثر مني...إلخ، وبالرغم من أنها ربة منزل جيدة إلا أنها تعامل أولادها بقسوة رغم محبتها لهم، ونتج عن ذلك أنهم أصبحوا يهربون منها إلي ولا يقبلون شيئاً من حاجاتهم إلا عن طريقي، وبذلك ازدادت كآبتها، وأحاول أن أحبب الأولاد بها، وأوجد الفرص حتى يتبين لهم أنها تحبهم؛ ولكنها تفشلها بسرعة.
هي تقول إنها معجبة بأخلاقي وتجاوزي عن الآخرين، وقدرتي على التقرب من الأولاد، ومعلوماتي الدينية، وقدرتي على التمييز بين الصواب والخطأ، وحسن التصرف في الأوقات الحرجة، ولكنها عصبية لأنها طموحة جداً، وأن طموحها متعثر بسبب الظروف السيئة، ولكن هل هذا يجعل الإنسان يتوقف عند أول انتقاد يوجه إليه؟
فهي لا تنسى الإساءة من إخوتي أو والدتي مهما صغرت، وتظل ترددها على مسامعي في كل مناسبة، وكل تصرف تشعر أنه إهانة، وعندما طلبت منها أن تتجاوز عن والدتي إكراما لي وللحفاظ على صلة الرحم، أخبرني والدها بأنه لا يسمح لأحد أن يدوس على رقبة ابنته إكراما لأحد، وأنني أنا وحدي مسئول عن صلة رحمي وليس زوجتي، وأنني أهبل لأنني لا أعرف كيف أوقف والدتي عند حدها، أو أمنع عنها المصروف عندما تطلب مني.
أنصحها بالصلاة لكنها لا تصلي، مع ذلك هي مقتنعة بها، فهي تذكرني على الدوام بأوقات الصلاة والفجر، وعندما أذكرها بحالها تقول: أنا أريد أن أصلي ولكن ليس الآن، وهي محجبة، أنا لا أمنع عنها شيئاً وأحقق كل أمنياتها، ولكن إذا طلبت منها أن تؤجل طلباً ما لأن ميزانيتي لا تسمح الآن، انتظري شهراً أو شهرين! تذكرني أن هذا بسبب المصروف الذي أقتطعه لوالدتي من دخلي، ونبدأ من جديد.
رغم ذلك هي تعمل كل جهدها من أجل إرضائي داخل البيت، تشعر دائماً أنها مريضة وأن عمرها لن يطول، أجريت لها فحوصات شاملة تبين أنها لا تشكو من أي شيء، حتى الروماتيزم الذي كانت تشكو منه في طفولتها لم يعد له وجود، وقد سخر مني الطبيب عن سبب إحضارها للعلاج.
اشتريت لها دواء (منتج عشبي) بناء على نصيحة الصيدلي يساعد على إزالة القلق والاسترخاء، فتحسنت حالها وأصبحت هادئة، اليوم انتهت العلبة وطلبت مني المزيد، أنا خفت أن تصبح مدمنة أو يؤثر سلباً على صحتها؛ علماً أن الصيدلي رفض أن يعطيني غير هذا النوع، حيث إن الفئات الأخرى تخضع للرقابة، أما هذا النوع فلا.
أنا أريد التصرف الذي يرضي الله ورسوله، ويبعدني عن عذاب جهنم، ويقربني من الجنة، ولا أريد لأحد أن يجرني إلى ما يغضب الله.
وتفضلوا بقبول وافر الشكر والتقدير.