السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الثامنة عشرة من عمري، بدأت رحلتي عندما تعرّضت للمواد الإباحيّة لأول مرّة عندما كنت في العاشرة أو التاسعة من عمري، وبدأ إدماني عليها منذ خمس أو ست سنوات، وأحاول التعافي من هذا الإدمان منذ ثلاث سنوات أو أكثر قليلًا، ولكن بلا جدوى.
لم أتخيّل أن الإقلاع عن ذلك والتغيير يتطلّب المستحيل لفعله، كلّ مرّة أجدّد أملي ويقيني بأن هذه المرّة سأتخلّص من هذا الإدمان -بعون وبفضل من الله-، وأرجع بخيبة تتلوها خيبة، فعلت لأتخلّص من إدماني هذا ما لم أفعله لشيء أبدًا، قرأت المقالات، وشاهدت مئات المقاطع والمحاضرات، اتبعت شتّى الوسائل والطرق، علِمتُ بمخاطر هذا الإدمان الذي أعيشه وألمسه في كل لحظة تمر، ومع ذلك لا يمكنني التخلّص منه.
تدمّرت حياتي بالكامل، قتل هذا الإدمان مواهبي، وصدّني عن التطوّر سواءً أكاديميًا أو فكريًا أو أيًا كان، بعد أن كنت شخصًا مفعمًا بالحياة، محبًا للاطلاع والمعرفة، ما عدت ذلك الشخص، لا أذكر متى آخر مرّة قرأت فيها كتابًا، ولا حقّقت إنجازًا، أكاد أن أجزم بأن هذا مصيري ولا مفرّ منه، أصبحت أفكر في الموت عشرات المرّات في كلّ يوم، وكيف يمكن أن يكون مخرجي الوحيد، وأحاول أن أبعد هذه الأفكار بأنّني لست مستعدًا إطلاقًا على أن أقابل ربّي بما أحمله من ذنوب ومعاص، وينقصني الكثير لأصبح مستعدًا لذلك، ولكن في الوقت ذاته أخاف أن يذهب بي الدّهر وأنا على هذا الحال، فما زدت فوق ألمي إلا ألمًا، وفوق معصيتي إلا معاصٍ أخرى، فأقول بأن الموت الآن أزكى لي وأطهر!