السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهروب أمر مزعج للغاية، ولكنني أهرب من كل شيء لناحية الهوس، لا أعلم كيف أعبر عن هذه الفلسفة.
لقد بدأت دافعيتي تتلاشى، لماذا أذهب إلى المدرسة؟ لماذا ندرس تلك العلوم الدنيوية؟ هل هي مفيدة حقاً؟ كل هذه التساؤلات تأسرني، وأنا لا أعرف من أنا ومن أكون؟! أنام نوماً سريعاً مليئاً بالحسرة، بلا أحلام أو شعور أو دموع.
بداخلي ألم يحرق قلبي ونبضي، أحببت أن أقرأ عن الأمور الغريبة، عن شتى القضايا الإسلامية، ولكن حينما أتت المدرسة بدأت أشعر بالبرود في كل شيء.
أنا أتساءل الآن فقط، هل ستفيدني وظائف الأعمال الدنيوية؟ أشعر بأن الدنيا عبارة عن وهم يدعى (الرأسمالية)، أشعر بأني أريد مساعدة الجميع ولكنني أفشل، وبالمقابل أنا لا أساعد نفسي البتة.
لا أدري أصبحت مؤخراً لا آكل جيداً، دماغي مهووس بالهاتف وبحطام وشر هذا العالم، وعلاقاتي الاجتماعية غائبة عن الوعي.
نسبة انطوائيتي (92) وربما أكثر! لا أعلم إن كنت أحب الحديث مع الناس أساساً أم لا؟ أشعر فقط بأنني أريد أن أذهب إلى المنزل حيث أرهق نفسي بالتفكير سدىً، بتضييع الوقت ولا ألبث حتى أرى بأنني سهرت الليل بأكمله ولم أنم إلى الصباح.
هذا الأمر يرهقني ويؤلمني ويجعلني أشعر بالارتياح الكاذب والأسى، وحقيقة أنا لا أستطيع فهم الاجتماعيين، فهم غريبو الأطوار بالنسبة لي، يقومون بمصادقة الكثير من الأشخاص، حيث أشعر فقط بأن العمق في هذه العلاقات محتضر ولا وجود له، وأنا أكره السطحيات؛ لذلك الجلوس وحدي دائماً هو أفضل من حديث سطحي.