السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
سأبدأ من النهاية ثم أرجع إلى البدايات.
معاناتي الحالية هي الوسواس القهري، الوسواس تسرب لكل شيء في حياتي، حتى أنني أعاني منه في كل حركة وسكنة، وصار رفيقي 24 ساعة، لا أستطيع التوقف عن التفكير في كل شيء وكل قول وكل فعل حتى في النوم، وصار يعيقني عن التفكير الصحيح، وأوقعني في مشاكل كبيرة في حياتي الاجتماعية والمهنية والدراسية.
وحاليا أنا معوق عن الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي، وطالما تمنيت الموت وأن أُريح وأستريح، وهذا الوسواس تطور على مدى 12 سنة، كانت البداية الوسوسة في الصلاة والطهارة والعقيدة، ثم تخلصت من هذه فظهر بأشكال أخرى حتى تسرب لكل تفاصيل الحياة، عندما أحاول التخلص من الوسواس وأجمع كل ما أوتيت من قوة لأتخلص منه أقرر في لحظة قوة، ولكن بعد ثوان فقط أنتكس، وأحيانا تستمر المعركة معه فيخف الوسواس قليلا ولكن يأتي الاكتئاب ليحل محله، وأصبح معه فاقد الرغبة بالحياة كأني في حلم، ثم ليعود الوسواس وترجع حياتي الطبيعية معه! فصرت يائسا من التخلص منه بعد هذه المعارك والفشل.
أما البدايات: كنت ولدا ذكيا ناجحا متفوقا مبدعا، وكان يضرب بي المثل في التفوق والنجاح والحرص، ومع هذا كنت أعاني وحدي من الاكتئاب وأحس بالوحشة والغربة والخوف أحيانا وخاصة عند النوم والليل، لا تسألني لماذا تعاني وحدك، فأنا أصلا لم أكن متعودا على الكلام حتى أشارك أحدا آلامي وأوهامي إلا قليلا، لم أتعود أن أحادث أهلي أو أكون صديقهم بسبب تربية أبي القاسية وعدم محداثته لنا، أحس أن حياتي وقدراتي ذهبت هباء منثورا.
والله الموفق.