السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا طالب في كليه الطب، مشكلتي بدأت منذ أن كنت صغيراً، لقد كان أبي يقسو علينا، وبخاصة إخوتي الكبار، رغم أنه لم يكن يبخل علينا، ولكن كنت أخاف منه، ولا زلت إلى الآن أخاف من أن أتحدث إليه في أي أمر، مع العلم بأن عمري 20 عاماً، وإن أردت شراء أي شيء أقول لأمي كي تخبره، وأمي طيبة جداً، وهو يتشاجر معها يومياً بسبب مرتبها وبسبب أشياء أخرى، وهي لا تستطيع أن ترد عليه ولو كانت محقة، وأنا لا أستطيع أن أجلس معه أكثر من 15 دقيقة في الشقة، وبطبيعة عمله لا نراه إلا ساعة واحدة يومياً.
هذه المشكلة جعلتني شخصاً غير متحمل المسئولية، شديد التردد لا تتصوروا مدى التردد داخل شخصيتي، فقد كنت في الثانوية العامة لا أذاكر ولكن إخواني هم الذين يضغطون علي، قد تعتقدون أن المشكلة بسيطة، ولكنها عندي تسبب لي آلاماً أكاد أموت منها، ومن هذا الوقت وإلى الآن وأنا دائماً أرغب في السير في الطريق الديني، وأقول هو الذي سيصلح شأني وشخصيتي، ولكن كنت أمشي فيه قليلاً ثم أعود، فنتج عن هذه الشخصية انحراف رهيب تجاه الشهوة، ولأني كنت مربى بهذه الطريقة لم أكن أستطيع أن أتحدث أو أنظر إلى أي فتاة سواءً زميلة في الثانوية العامة أو الجامعة، بل إن حدثتني فتاة زميلة أو سألتني في السكشن أرتبك بشدة وأمقت من يتحدث إلى أي فتاة، ولكن سرعان ما أهرب إلى المنزل وأصطحب معي بعض المجلات التي تحتوي على صور العاريات فأنظر فيها وأقوم بالعادة السرية، ولقد فعلتها آلاف المرات، ثم ما إن أكمل فعلها حتى أقطع هذه الصور وأمقتها، وكلما أردت التخلص من هذه الشهوة رجعت إلي، وكلما رأيت فلماً في التلفاز ورأيت راقصة أو عارية تعود لي الشهوة مرة أخرى، لقد كنت متفوقاً في دراستي من قبل، وأعلم أنني لو ذاكرت لحصلت على أعلى الدرجات، ولكن أحياناً لا أستطيع، ولا أعرف كيف أذاكر، وأتردد في كل شيء.
ففي أثناء السنوات الأربع بالكلية أصبحت أنجح "بالعافية".
مشكلة أخرى هي إذا جلست بنت بجانبي في سيارات النقل مثلاً أحس أن هناك خللاً ما في نفسي وجسدي، لست أدري كيف أجعل نفسي تتصرف بصورةٍ طبيعية، مع العلم أن زملائي يعلمون أني المؤدب المحترم .
ثم المشكلة الأخرى هي أني لا أستطيع التعامل مع أبي الذي يشكل المشكلة الكبرى التي هي سبب فشلي وعدم ثقتي بنفسي تماماً، فأعتبر نفسي إنساناً فاشلاً في التعامل مع الآخرين، وأحياناً أفعل حماقات في الرد على بعض الناس في التلفون مثلاً، فأنا فاشل في التعليم، فاشل في تعلم الطب، وأحس أنني أجهل ما أكون، فاشل في الدين، وهذه مشكلة أخري كبرى، فقد بدأت بالشهوة ثم العادة السرية ثم الجرائد والمجلات وأخيراً الكمبيوتر والمواقع الإباحية، ثم الطامة الكبرى وهي الوساوس والظنون، وقد قرأت لها رداً في هذا الموقع وأتمنى أن أسير عليه، وأنا لا أكاد أصلي أو أقرأ القرآن، وأنا غير واثق من احترام الناس لي، فقد كنت منذ 7 سنوات لاعب كاراتيه، ولكني الآن فاق وزني 100 كيلو، وأصبحت سيئ المظهر.
يا سيدي! أنا أحرج من إلقاء السلام على الآخرين، وإن ألقيته ألقيه بصوت منخفض، ثم أحس أن هؤلاء الناس قد غضبوا مني، يا سيدي إنني بعد أن أنهي كتابة هذه المشكلة وأحصل على الرد يمكن أن أعمل به ولمدة ساعة ثم لا ألبث أن أعود مرةً أخرى، لست أدري كيف أستمر على الطريق الصحيح، فأنا أتقلب بسرعة من حال إلى حال، فعلى سبيل المثال كنت أصلي آخر أيام رمضان في أحد الجوامع، ثم سرعان ما كان آخر يوم في رمضان زرت هذه المواقع الإباحية وأفسدت كل شيء.
من مشكلاتي أيضاً الخجل، أخجل أن أسأل الدكتور في الجامعة عن أي سؤال، وبتكرار ذلك أصبحت آخذ المعلومات أخذ المردد لها، لا أريد فهمها؛ لأني إن فهمتها تظهر لي أسئلة أخجل من توجيهها.
من مشكلاتي أيضاً إنني كنت أحب فتاة في مثل سني في الثانوية العامة، وكانت قريبتي ولكني لم أكلمها كلمة واحدة، فقد كنت أحبها حباً شديداً ولا زلت، بل كنت لا أنظر إليها حتى لا أجرحها بهذه النظرة، كانت متميزة في الفصل الدراسي، وكانت تأخذ معي بعض الدروس، ولكن كل هذا الحب كان في كتمان شديد، ولم أخبر إلا صديقاً واحداً باسمها، ولكن سرعان ما تغير الحال وتفرق كلانا؛ أنا وهي.
أحياناً أفكر فيها وأتذكرها .
مشكلة أخيرة: حين أدخل علي بعض المواقع "مواقع عربية مشهورة" وأجد أناساً يطعنون في الإسلام أتأثر بشده كيف يتطاولون علي الإسلام وأخشى أن أصدقهم في ذلك.
أجيروني أجاركم الله، كيف السبيل لإصلاح النفس؟ أرجو الإسراع في الرد لضيق الوقت.
والمعذرة إن كنت أطلت.
وجزاكم الله كل الخير.