السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ ٢٠ عاماً، حيث إن زوجتي من أقاربي، ويسكنون قريباً من بيتي، لدي ٥ أبناء، وأحب زوجتي حباً جنونياً، لكن في الفترة الأخيرة أصبحت زوجتي بعيدة عني، تفضل أهلها علي رغم أنها لم تقصر في واجباتها تجاهي وتجاه بيتها، حيث تزورهم يومياً، وأحياناً أكثر من مرة، وأهلها منفتحون ومتوسعون في الجلسات العائلية.

حاولت منعها عن زيارة أهلها يومياً، وحددت لها زيارة في الأسبوع، وشرحت لها أننا أسرة وبحاجة إلى الاهتمام بأبنائنا وبيتنا أكثر، ولكنها لم تأبه لكلامي، وقالت إنها لا تستطيع الابتعاد عنهم، وافعل ما شئت!

نصحتها وأرشدتها كثيراً، ولكن بلا فائدة، وآخر مرة حدث خلاف بيننا لهذا السبب، وعند التطرق لموضوع أهلها تصبح شرسة ولا تريد التحدث معي، وأحياناً تقول: إذا لا يعجبك ذلك أوجد حلاً لحياتنا، تربط حياتنا وأطفالنا بزيارتها لأهلها، ماذا أفعل؟ أعيش حياة مأساوية.

ولكم الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع ح ط حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الفاضل – في موقعك، نشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُصلح الأحوال، وأن يُقدر لك الخير، وأن يؤلِّف بينك وبين أهلك، وأن يعينكم على طاعة الكبير المتعال.

بدايةً لك مِنَّا التهنئة على هذا الرباط الوثيق بينك وبين أهلك، ونعتقد أن الذي بينكما أكبر من مثل هذه الأمور التي تحدث في داخل البيت، فحافظ على أسرتك، واجتهد في إدارة الأمور بلطف، ولا تحاول تكرار مناقشة الموضوع الذي يُزعج الزوجة، واجتهد في البحث في الأسباب التي جعلتها تُكثر من الزيارة لأهلها، هل لأنك غير موجود داخل البيت؟ هل لأنك غير متفاعل معها؟ هل لأن الهموم بينكما مختلفة؟ يعني: كلما زادت القواسم المشتركة زاد الارتباط بين الزوجين.

نريد أن نؤكد على مسألة إذا كان يترتب على ذهابها إلى بيت الأهل فعلاً تقصير في حق الأبناء وفي حق البنات، كما نتمنّى أن تُغيّر عبارتك، فبدلاً من أن تمنعها عن الزيارة عبِّر لها عن شوقك إليها واحتياجك إلى وجودها ورغبتك في أن تكون تحت عينك، وهذه طريقة جيدة أن تُغيّر طريقة النقاش وطريقة الكلام.

لا شك أن هذا الأمر لديها يُزعج، وكنّا نتمنّى أن تتواصل الزوجة معنا حتى تسمع النصيحة المباشرة، فإن اهتمام الزوجة الزائد بأهلها وكثرة زيارتهم وكثرة الحديث عنهم بعد الزواج من المسائل السالبة في الحياة الزوجية، لأنها تَحِنُّ إلى أهلها، وبالتالي يشعر الزوج وتشعر الأسرة وقد يشعر الأبناء أيضًا أنهم ليسوا بالدرجة الأولى من الأهمية، وهذا أمرٌ له انعكاسات على السعادة الأسرية.

أكرر دعوتنا لك بحسن إدارة هذا الموضوع، والبحث عن أسبابه الخفية، وإلَّا لماذا زادت هذه الزيارات في الفترة الأخيرة؟ فإن البحث عن السبب يُبعد العجب ويُزيل الخلل والعطب، ونحن بحاجة إلى أن نناقش مثل هذه الأمور بمنتهى الهدوء.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيد لكم الوفاق والوئام إلى داخل الأسرة، وعلى كل حال: أرجو ألَّا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، ونتمنّى دائمًا أن تشغلها بمهام، هذه المهام تلقائيًا ستجعلها لا تجد فرصة لكثرة زيارة أهلها، أو لكثرة الجلوس عندهم.

إذا كان يترتب على ذهابها إلى أهلها أشياء سالبة، فإن بعض النساء إذا ذهبت إلى أهلها تأتي بأفكارٍ مختلفة، وتأتي بأشياء سلبية على البيت، أمَّا إذا كان ذلك لا يؤثّر في هذه الناحية - والحمد لله أنكم أسرة واحدة - وكان ذهابها إلى أهلها وعدم ذهابها لا يؤثّر في واجباتها، وقد أنصفت وأحسنت عندما ذكرت أنها تقوم بواجباتها كاملة، فأرجو ألَّا تنزعج أكثر من اللازم، ومن المهم إدارة الموضوع بحكمة.

نسعد في استمرار التواصل خاصة منها، وحبذا لو بيّنت لنا أسباب ما يحدث، لماذا تذهب إلى أهلها؟ ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، وهذه وصيتُنا لكم بتقوى الله، ونكرر التذكير بأن الذي بينكما أكبر من مثل هذه الموضوعات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا وإياكم على فعل الخير.

استمر في تفادي الآثار السالبة، إذا كان أهلها عندهم انفتاح فمن المهم أن تنضبط زوجتك أو تتحول إلى ناصح إلى أهلها، وعمومًا نحن ننتظر منكم مزيداً من التفاصيل، وننتظر مزيدًا من التواصل حتى نستطيع أن نضع معكم النقاط على الحروف، فإن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، ونحن نريد أن نرى المسألة كاملة حتى تأتي الإجابة التي فيها النصح الواضح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.