الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسئولية الأب تجاه التربية الدينية لأولاده وطرق تحصيل ذلك.

السؤال

السلام عليكم.


أنا من أهل السنة والجماعة إن شاء الله، لدي ابن يسألني: يا والدي! كيف نعرف أن ديننا هو الصحيح، وأننا على الحق دون اليهود والنصارى والفرق الأخرى؟ فكيف وبماذا أجيبه؟ خصوصاً أن ابني في العاشرة من عمره، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو براء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُبارك لك في دينك ودنياك وأهلك ومالك، وأن يُعينك على تربية أولادك تربيةً صالحة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه لمما يُدمي القلب ويدمع العين أن نجد من أبناء المسلمين من يجهل دينه إلى هذا الحد! وما هو أدهى وأمر أن نجد من الآباء من يعجز عن الرد، كما لو كان السؤال عن مسألة من معضلات المسائل أو مما يحتاج إلى لجنة علماء للإجابة عليه، وهذا إن دل فإنما يدل على مدى تقصيرنا في تعلم أمر ديننا، في حين أننا نهتم بأمور الدنيا بدرجة مذهلة رغم علمنا بحقارة الدنيا ودناءتها، وأنها بجوار الآخرة لا شيء.

أخي المهندس أبا البراء! إن على عاتقك تقع مسئولية نجاة ولدك وسائر أولادك من عذاب الله؛ حيث قال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))[التحريم:6]، فلقد جعل القرآن على رأس مسئولياتنا مسئولية تربية أبنائنا على الإسلام، وهذا ما نصت عليه السنة النبوية المطهرة بقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (والرجل راعٍ في أهله ومسئولٌ عن رعيته)، وقوله: (إن الله سائل كل راعٍ عمَّا استرعاه أحَفِظ أم ضيع)، وقوله: (ومن استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)، وقوله: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول).

هذه النصوص مجتمعة تدل بعمومها وخصوصها على ضرورة الاهتمام بالأبناء، وتربيتهم على الإسلام، وتعليمهم الشرع الحنيف، والذي يبدو لي أخي المهندس أنك لم تهتم بالعلم الشرعي في حياتك الخاصة، مما جعل ولدك يسألك هذا السؤال، لذا أرى أن عليك أن تبدأ من الآن وفوراً في الاهتمام بالعلم الشرعي الضروري، ولتحقيق ذلك عدة أمور:

1- الحرص على حضور الندوات والمحاضرات الشرعية التي تُعقد في محل إقامتك، والاهتمام باصطحاب أهلك وأولادك معك.

2- الحرص على اقتناء بعض الكتب والمراجع الإسلامية التي تتناسب مع مستواك، ويمكنك سؤال بعض الدعاة وأهل العلم أو أئمة المساجد الثقات عن ذلك.

3- اقتناء الأشرطة الإسلامية النافعة من كاسيت وفيديو لك ولأولادك، ومشاركتهم الاستماع والمشاهدة.

4- ربط نفسك وولدك بالبيئة الصالحة خاصةً أهل المسجد، ومحاولة التعرف عليهم، والاختلاط بهم على قدر الإمكان ووفق ظروفك.

5- إذاعة القرآن الكريم الإماراتية والسعودية بها خيرٌ كثير، فاحرص على أن تجعلها تبث في منزلك طول الوقت حتى يتأثر أولادك وزوجتك بهذا الجو الرباني الذي توفره.

6- اجعل لك جلسة أسبوعية دينية واجتماعية مع أولادك تتجاذبون فيها أطراف الحديث، وتحمل أسئلتهم إلى بعض المشايخ للإجابة عليها.

ختاماً: لا تنس نفسك وأولادك من الدعاء؛ فإنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنا واثق من قدرتك على ذلك كله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً