السؤال
السلام عليكم..
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، ورزقكم الجنة.
فضيلة الشيخ: توفي زوجي منذ حوالي ستة شهور بعد معاناة مع المرض، وكنت أرافقه في المستشفى خلال 9 شهور وعشرة أيام، طوال هذه المدة كنت عطوفة رحيمة به، والجميع يشهد أني كنت معه بمنزلة الأم، ولكن كانت حالتي النفسية سيئة جدا؛ أغضب بسرعة من أهله أو من الأطباء، خاصة أن صحته تدهورت بالتدريج: ( نزيف في الدماغ، وجلطات، وفقد تام لبصره، وانفصام في شخصيته، والتهابات بمختلف أنحاء جسمه، وتكرار الحمى والصدمات الإنتانية، حتى أصبح معه التهاب رئوي واستسقاء في بطنه مع إسهال شديد أدى لوفاته رحمه الله)، وكل هذا كان يحدث أمام نظري، قبل وفاته بأيام اشتد ألمه، وساءت حالته، ورفض الطعام (لعدم قدرته على البلع دون أن أعلم) وكذلك ساءت حالتي جدا، وبدأت أصرخ عليه وأتذمر من بكائه وضعف حالته، وقلت له: أنك لا تحبني؛ لأنك ورطتني معك في هذا الزواج، فبكى، لكن يشهد الله أني كنت أحبه، وكنت مستعدة لإعطائي روحي لأجله، ولم أكن أستطع الابتعاد عنه، ولو لساعات قليلة.
مشكلتي أني ما زلت أشعر بالندم، وأجلد نفسي على إساءتي له آخر الأيام رغم اعتذاري منه قبل خروج روحه، وكذلك أشعر بتقصير كبير تجاه أبي وأمي وأخي رحمهم الله بعد وفاتهم، ولا أذكر جانب الخير الذي فعلته تجاههم، بل جلد لذاتي وندم وحزن أدى إلى انطوائي واعتزالي الناس، فهزل جسمي حتى أصبحت مخيفة، رغم دعائي المستمر، و الصدقة عنهم، فكيف أخرج من هذه الحالة، وأعود إلى الحياة بحيوية ونشاط؟