السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة طب في السنة الثالثة، منذ دخولي إلى الكلية وقبولي بدأ مستواي الدراسي بالتدني.
أحب الدراسة ودخلت الكلية بناء على رغبتي الشخصية، لم أتخيل أن ينتهي بي الأمر لهذا الحد، صحتي تدهورت ونفسيتي مدمرة، شعري يتساقط، ولدي بثور في وجهي، دائما أشعر بالخوف والارتباك، وأحيانا أفقد تركيزي ولا أستطيع الاستيعاب جيدا.
أشعر أنني تائهة وفي دوامة، بالرغم أنني كنت الطالبة الأولى والمثالية، ويضرب بي المثل بين أخواتي وفي العائلة، حتى مع المعلمات، دخلت لمعهد اللغات تجهيزاً للطب، كان المحاضر منبهرا من قدرتي على التقاط المعلومة، ويريد إعطائي منحة بالرغم من أنني كنت الأصغر بين رواد الأكاديمية، ولكنني استبدلتها بحلم الطفولة الطب.
أشعر بإحباط شديد لأنني وصلت لهذه المرحلة، أتهرب دائما من الواقع وأنام كثيراً، وأشعر بالضيق.
حتى عندما أحاول فتح صفحة جديدة والبدء من الصفر تتبعثر أوراقي ويتعطل كل ما خططت له، إحساسي بالخوف والتوتر يلازمني دائما.
ذهبت لراق شرعي في الفترة الأخيرة، أخبرني بوجود سحر، قمت بالحجامة ولم يأخذني والدي لإكمال علاج الرقية، لا أعلم ماذا أفعل الآن! أوراقي مبعثرة، وامتحاناتي على الأبواب، أفكر في الموت أحيانا لأرتاح من هذا العذاب.
والدي يوبخني دائما، وأشعر بأنه عديم الإحساس بي، قد يكون هذا نابعا من حبه، وأسفا على حالي وما آل إليه أمري، أصبحت أنجح من الدور الثاني، وأعدت السنة، أنا نفسي أشعر بالصدمة، ولا يمكنني أن أخبر أحدا عما يجول في خاطري، هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها بكل هذه التفاصيل.
أتكلم وتخنقني العبرات، أحاول كتم غضبي من نفسي ولكن الأمر سوف يزداد سوءا، تضخمت غدتي الدرقية من عصبيتي وقلقي، ولدي قولون عصبي. لا أعلم ما حل بي!
عندما أفتح الكتاب تبدأ نبضات قلبي بالتسارع، وترتعش يدي، لم تعد لدي ثقة بنفسي، أشعر بأن قيمتي نقصت، ما كان يجعل مني رقماً ضاع.
هل ثقتي ضاعت أم ماذا؟ أريد أن أكون جراحة مميزة، وأفرح والدي وأعمامي كلهم، أريد أن أفرح نفسي، أن أعيد لها ضياءها، أصبحت منطفئة.
شكرا.