السؤال
السلا م عليكم
أنا متزوج منذ 7 سنوات وأب لطفلين، اكتشفت أن زوجتي كذبت علي أثناء الخطبة بالنسبة لمستواها الدراسي الثانوي المصرح به عن مستواها الحقيقي الذي هو مستوى أساس، أرجو منكم النصيحة.
وشكراً جزيلاً.
السلا م عليكم
أنا متزوج منذ 7 سنوات وأب لطفلين، اكتشفت أن زوجتي كذبت علي أثناء الخطبة بالنسبة لمستواها الدراسي الثانوي المصرح به عن مستواها الحقيقي الذي هو مستوى أساس، أرجو منكم النصيحة.
وشكراً جزيلاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لا شك أن زوجتك قد وقعت في الخطأ بكذبها، ولكن الذي يبدو لي أنها كانت محبة لك فخافت أن تتراجع عن الزواج بها إن أخبرت بالواقع، وهذا وإن كان مبررا عندها كونها ترى أنها لا يمكن أن تجد بذلك المؤهل وظيفة فإننا لا نقرها على ذلك، لكن لا ينبغي أن تحاسبها أو أن تتخذ منها موقفا سلبيا طالما وفيها الصفات المطلوبة وخاصة أنها صارت أما لطفلين.
المرأة ليست بمستواها الدراسي، ولكنها بحسن تدبيرها لبيتها وحسن تربيتها لأبنائها وقيامها بالحقوق الزوجية على الوجه الذي يرضي الزوج، وإن وجد شيئا من القصور فالنقص صفة بشرية، وكم من امرأة متعلمة أذاقت زوجها الأمرين وكم من امرأة أمية أسعدت زوجها بحسن تصرفها وإدراتها لشئون بيتها.
واضح من خلال استشارتك أنك راض عن تصرفات زوجتك خلال هذه المدة ولم تشتك من زوجتك وأنها قائمة على بيتها على الوجه المطلوب، لأنك لم تذكر لنا أي سلبية غير أنها كذبت في ذكر مستواها الدراسي، وعليه فإن هذه امرأة يعض عليها بالنواجذ ويتغاضى عن بعض الزلات التي وقعت أو ستقع فيها لأن الكمال في الرجال عزيز فكيف بالنساء.
أوصيك أن تجتهد في تقوية إيمانها من خلال حثها على العمل الصالح، فقوة الإيمان يولد في النفس مراقبة الله سبحانه وتعالى.
من فوائد قوة الإيمان وكثرة العمل الصالح أن ذلك من أسباب جلب الحياة السعيدة للمرء لقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
حث زوجتك على التحلي بجميل الصفات التي تحب أن تراها عليها، وأسس لمبدأ الحوار البناء وتعاون معها في تربية الأبناء وتأديبهم فالأسرة الصالحة لا تنشأ إلا بتعاون الأبوين.
من أجمل ما يتخلق به المرء التغاضي وغض الطرف عن بعض الزلات التي تقع ممن يعاشرهم، لأن كثرة العتاب والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة مفسدة للود ومدمر للبيوت، وقد كان هذا الخلق من أخلاق نبينا -عليه الصلاة والسلام- بل هو من أخلاق الأنبياء فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام أسر لبعض أزواجه حديثا وطلب منها ألا تخبر أحدا لكنها وقعت في الخطأ فأفشت سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأعلمه الله بذلك ولكنه لم يحاسبها على كل شيء وإنما غض الطرف عن بعض الزلل قال تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) وهذا يوسف -عليه السلام- حين قال إخوته: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) قال الله عنه: (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ).
المحاسبة بين الزوجين على كل صغيرة وكبيرة تكسر القلوب وتغير الطباع وتنفر الأرواح وتبعدها عن التقارب وتفسد المودة وتهدم الحياة وتخرب البيوت ولذلك يقول الأعمش: التغافل يطفئ شراً كثيراً.
لا يخلو شخص من نقص، فمن ذا الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟ قيل قديما: ما استقصى كريم قط. قال عمرو بن عثمان المكي: المروءة التغافل عن زلل الإخوان.
عن أبي بكر بن أبي الدنيا أن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: سمعت عثمان بن زائدة يقول: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل. قال: فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.
احذر من الشيطان الرجيم ووساوسه فإنه يسعى للتفريق بين الأزواج ويفقد بعضهم الثقة ببعض وهذا دأبه، فأكثر من الاستعاذة بالله من شره ولا تصغ لوساوسه.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والسعادة إنه سميع مجيب.