السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة يشهد لها الجميع -والحمد لله- بالخلق والدين، أحب الخير لجميع الناس، تعرفت على شاب ذو خلق ودين قبل سنة تقريباً، وتمت خطبتنا قبل عدة أشهر، وتم تحديد الزواج بعد ثلاثة أشهر بإذن الله، وتقدم لي خلال هذه الفترة الكثير من الشباب الصالح، لكني كنت أرفضهم؛ لأني أعطيت كلمة لخطيبي لا أرجع عنها، لحبي له، وقد بدأت أستعد نفسياً ومعنوياً للزواج، وبدأ أهلي في تجهيزات الزواج.
تلقى خطيبي عرض عمل في بلدنا الأصلي، ورغم أنني قضيت نصف عمري في خارج بلدي واعتدت على حياة مرفهة بعض الشيء، إلا أنني وافقت للعيش معه في موطننا الأصلي، ليس ضغطاً منه لكن لاقتناعي بخطيبي وحبي له، كما أنني أحب لأطفالي أن ينشئوا في بلد إسلامي.
في الفترة الأخيرة لاحظت تردد خطيبي في إكمال الزواج، فصارحته بذلك، فكان يخشى من أني لا أتكيف مع أهله أو أستطيع معاملتهم، رغم أننا من بلدٍ واحد، فقط لأني نشأت خارج وطني، لكني أكدت له أنني ألتزم بتعاليم الإسلام، وأن الإسلام يأمرنا بالإحسان للغرباء، ناهيك عن أن يكونوا أهله، والذين من المفترض أنهم أهلي، وعاهدته على أن لا يرى مني إلا خيراً، وأنني سأفعل ما في وسعي لطاعته في غير معصية الله، والإحسان لأهله والتودد لهم، ومعاملتهم كأهلي، لأني أفهم جيداً أن طاعة الزوج من طاعة الله سبحانه وتعالى.
أخيراً: صارحني خطيبي بأن والده لا يوافق على زواجنا، رغم موافقته في البدء، واتصاله بأهلي وطلب يدي منهم، يقول خطيبي: إن والده يرفض هذا الزواج؛ لأنه يظن أنني لن أستطيع التأقلم مع خطيبي بعد الزواج في موطننا الأصلي، وأنني ربما لا أعرف كيف أتعامل معهم!! وهكذا تركني خطيبي لهذا السبب رغم حبي العميق له، ورغم أنه يعلم جيداً أن التزامي وتقديري له سيدفعانني لمعاملته وأهله على أحسن ما يكون.
فهل ذنبي أنني عشت في دولة غير موطني؟ رغم أنني نشأت في دولة أوربية، لكن والله لم يزدني ذلك إلا تمسكاً بتعاليم ديننا الحنيف، ولم يزدني ذلك إلا قُرباً من الله، ورغم أنني أنتمي لعائلةٍ معروفة، وأحمل شهادات عالية بفضل الله، إلا أن ذلك لم يزدني إلا تواضعاً، ولم أشعر أبداً سوى أن زوجي سيكون جنتي وناري أينما ذهب فإني سأتبعه بإذن الله.
الحمد لله على كل حال.
أود أن أقول: إنني اقتربت من فقدان الثقة في الشباب الملتزم، أعلم أن الله لن يقدر لي إلا خيراً، لكني لا أعرف ماذا أقول لأهلي وهم يعدون لزواجي!! لا أعلم ماذا أقول لصديقاتي وأقاربي؟!! لماذا جعلني هذا الشاب أتعلق به بهذه الطريقة ليتركني الآن بدون حتى إخبار أهلي، كما لو كان الأمر بيني وبينه؟!! هو يقول لأنه متدين سيعوضه الله واحدة تقيم معه في نفس بلده، لكن هل ذلك يضمن السعادة ونجاح الزواج؟!!
ادعوا لي الله أن يخفف عني، وأن يعوضني خيراً، ويرزقني بالزوج الصالح والذرية الصالحة، وجزاكم الله كل خير.