السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاة والسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أنا شاب بعمر 19 عاماً هجرياً، قد كنت أفكر في الزواج منذ كنت في سن 15 سنة، ولكني مدرك تمام الإدراك أن الزواج مسؤولية، وأنه يقع على عاتقي الكثير من الأمور والمسؤوليات، بالإضافة لإدراكي لكيفية الزواج، وماهيته وشروطه.
لذلك صبرت طول تلك السنوات، وبنيت جسدي، ونميت عقلي، وبدأت بالفعل في البحث عن وظيفة بدوام جزئي، حتى أوفق بين الوظيفة والجامعة، وها أنا الآن و-الحمد لله- لدي راتب شهري يكفي للإنفاق، وأمتلك شخصية لإتمام متطلبات العيش بدون إسراف أو تَقْتير.
بالفعل شرعت في خطبة فتاة، اختبرت خلقها ودينها وعفتها، ولم أجد عليها غباراً، أو ألحظ فيها شائبة، وبالفعل حادثت أهلها، وقد وافقوا، وقاموا باختباري دينياً وخلقياً ومادياً وعلمياً، وحظيت بالقبول.
لذلك هرعت إلى والديّ حتى أطلعهما على ذلك الخبر، ولكني فوجئت بالنفور من أمي لدرجة وصلت بها الحال إلى مقاطعتي، حاولت معها كثيراً لنحو شهر، وصارت لا تحرك ساكناً من رأيها، وتقول: إني لا أصلح للزواج، ووصل بها الحال إلى سب الفتاة وسب أمها، وسب أهلها، وشتمي أنا بشخصي، ورفضت وجعلت إخوتي يكرهونني، وأمرتهم بمقاطعتي، وهي هددتني بالتبرؤ مني، وقالت: إن تزوجتها فاعتبرني لست لك بأم، وقالت الكثير والكثير مما لا يرضاه الدين، حتى تقنعني بعدم المضي قدماً.
أنا الآن في وضعٍ حرجٍ، وأفكر في الزواج بدون علمها، وصرت أخطط لعدم اطلاعها على الأمر مدى الحياة، فقد كان كلامها كالسم، وبالطبع أنا لم أرد عليها ولن أفعل، أنا لم أرد لها كلامها، ولم أدافع في هذه المرة الأخيرة؛ لأن أمي فقدت بالفعل السيطرة الكاملة، لقد هددتني بإخراجي من البلاد زوراً!
فما حكم إخفاء زواجي عنها؟