السؤال
كيف يمكن التغلب على آلام وأوجاع الغدر من الأصحاب؟ فكثير من الأصحاب والأصدقاء والأحباب يتركونك من دون سبب، لعله بسبب التكبر ورؤية أنفسهم علينا بأنهم -مثلا- جميلون وغير ذلك.
كيف يمكن التغلب على آلام وأوجاع الغدر من الأصحاب؟ فكثير من الأصحاب والأصدقاء والأحباب يتركونك من دون سبب، لعله بسبب التكبر ورؤية أنفسهم علينا بأنهم -مثلا- جميلون وغير ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لقمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك إن الإنسان جُبِل على حب مخالطة الآخرين، وأن يتخذ له جليسًا يعينه على مصالحه في دنياه وأُخراه، والناس متفاوتون في دينهم وأخلاقهم؛ فمنهم الخيِّر الفاضل الذي يُنتفع بصحبته وصداقته، ومنهم السيِّء الذي يتضرَّر بصداقته ومعاشرته، والواجب عليك مصاحبة الصالحين، ففيها الخير والبركة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِين} وثمرة مجالسة الصالحين أنهم يعينونك على طاعة الله، وتكون معهم منافسا في الخير والطاعة، وتحصل لك البركة في مجالستهم، فتجد نصحا أو علما أو دعوة صالحة ونحو ذلك، كما أن الصالحين يكونون معك في السراء والضراء خير معين.
وأما هؤلاء الأصدقاء الذين تركوا الوصال معك وهجروك، فلا شك أن لذلك أسبابا، ومن ذلك أن العلاقة بينك وبينهم لم تكن قائمة على طاعة الله، فحصلت الفرقة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تواد اثنان، ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" رواه أحمد، فاحرص دائما على أن تكون العلاقة بالآخرين على طاعة الله.
وإما أن يكون السبب في الهجر أن العلاقة كانت قائمة على المصالح الدنيوية، فلما انتهت تلك المصالح تخلوا عنك.
وإما أن يكون من الأسباب: الكبر أو الشعور بالتعالي بما هم عليه من الجمال ونحوه مما ذكرت، والمهم الآن لا داع للشعور بالحزن والألم، بل عليك أن تعيش حياتك بشكل طبيعي، فيمكن أن تدعو الله لهم بأن يصلح حالهم، وأن يؤلف بين قلبك وقلوبهم، وتجاهل ما حصل منهم، وكأن شيئا لم يكن، فهم بشر يمكن أن يحصل منهم التقصير أو الخطأ، وإذا لم ترَ تحسنا في العلاقة معهم، فابحث عن أصدقاء آخرين أحسن من هؤلاء، وبإذن الله ستجد أصدقاء خيرا منهم.
وفقك الله لمرضاته.