السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم: أسأل الله كما دأبتم على قضاء حوائج الناس أن يقضي حوائجكم في الدنيا والآخرة.
عزيزي: أنا -ولله الحمد- في صحة بدن، ورزق كريم، في ظل رحمة الواحد الأحد، وقد أدمت مطالعة الكتب، فأنا أقضي ساعات يومياً في القراءة والاطلاع، ولكني ذو شخصية قلقة إلى حد مرضي، وقلقي أشبه بكائن حي ما إن أنزع مخالبه من موضوع حتى ينشبها في آخر، حرصت دائما على أن أغطي هذا القلق بالاعتذار له، إنه طبيعي، وإنه حرص زائد، وما إلى ذلك من تلك الألفاظ التي تحول دون الاعتراف بالمرض والتداوي منه، إلى أن أصبح هذا ظاهراً لكل من يصحبني أسبوعا فما فوق، وقلقي الآن متشبث برزقي ووظيفتي، والخوف من الفشل وفقدها.
رغم أن كل من حولي يثنون على أدائي المتميز، لكن القلق سمم حياتي، حتى أني لم أعد أطيق الحديث عن وظيفتي أو حولها، زملائي يثنون كثيراً على معرفتي وثقافتي العالية جداً، أعجبهم أني لا أستخدم معرفتي، ولَم أبرز ذاتي كما يليق بثقافتي، فأنا أخشى المواجهة كثيرا، بل إن أكثر ما استفدته من اطلاعي هو معرفتي بمدى جهلي، وأنه يجب أن أخفيه قدر ما أستطيع.
ثقتي في نفسي معدومة، رغم أني أتخذ دائماً الإجراء الصحيح في تعزيز نقاط قوتي، والعمل على تقوية ضعفي ما أمكن، لكن عقدة الاستكمال تلاحقني، فإن لم تكن الأشياء كاملة ألحقتُ بنفسي التأنيب والتبكيت، فقد كنت أكتب لإحدى الصحف مقالاً أسبوعياً يعجب به محررها، وعندما اطلعت على تعليقات القرّاء تركت ذلك بالكلية، أنا أفهم نفسي، وأعلم أن ما أصابني أخرني وضيع عليّ الكثير من الفرص، فبم تنصحني؟
بارك الله فيكم.