السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وجعله في ميزان حسناتكم -إن شاء الله-.

ابني عمره 25 سنة، عندما كان في عمر 17 سنة شخص بكهرباء في الدماغ، وعمل صورة طبقية (بسبب أنه فقد الوعي مرة واحدة)، وقال الطبيب إنه لا يوجد شيء بالدماغ، إنما هو من التلفاز والحاسوب، وتم العلاج منه، والآن في سن 25 سنة تم عمل تخطيط للدماغ مرة أخرى، وقال له الطبيب أنه لا يزال القليل من الكهرباء، وأعطاه علاج اسمه "تيجراتول" ولم يلتزم به.

والآن بعد أن دخل في علاقة عاطفية "حب من طرف واحد"، كان يحب أن ينام لوحده، ولكن حياته الاجتماعية طبيعية (معظم وقته خارج المنزل ومع أصدقائه)، هو ملتزم بالصلاة -والحمد لله-، وكان يصدر أصواتا خفيفة، وبعد أن فشلت العلاقة تأثرت نفسيته وأصبح يصدر صوتا غريب مع كلمة "أكرهه" وعندما سألناه عرفنا أنه يقصد أخاه.

وهناك حركة باليد اليمين أو الشمال أحيانا حيث يشعر أنه بحاجة لتحريك يده، وأن يصدر هذا الصوت أحيانا بوجود أشخاص غرباء، يمكن أن يسيطر على الصوت أو حركة اليد، وعند النوم كأنه يطلق العنان للتنفيس عن نفسه بالحركة أو الصوت، مع حركة في الرجل قبل النوم.

ويبقى على هذه الحال (إصدار الصوت, حركة اليد والرجل) إلى أن يغلبه النعاس وينام، وكلما طلبنا منه مراجعة الطبيب للعلاج يتوتر وتزيد الأعراض (عند التوتر تزيد الأعراض، وعند الراحة النفسية تخف الأعراض لكنها لا تختفي)، هل هذه الحالة مزمنة أم أنها تزول بالعلاج؟

أرجو منكم تشخيص الحالة وتزويدنا باسم الدواء، لأنه يرفض زيارة الطبيب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله تعالى الصحة والعافية لهذا الأبن، ويا -أخي الكريم- أهم ما أوصي به هو أن يتناول هذا الابن العلاج الذي وصفه له الطبيب، وهو التجرايتول، والذي يسمى كاربامازبين ما دام لديه اضطراب في كهرباء الدماغ، هذا يعني أنه لديه بؤرة صرعية قد تكون نشطة نشاط جزئي أو نشاط كامل، وما يصدر منه من صوت ومن حركة باليد هذا مرتبط بالنشاط الكهربائي الدماغي وغالباً تكون البؤرة النشطة موجودة في مكان في الدماغ يعرف بالفص الصدغي؛ لأن الفص الصدغي هو الذي يتحكم في عواطف الإنسان.

وهذا الابن -كما تفضلت- بعد أن حدثت له الصدمة النفسية من خلال إنهاء العلاقة الوجدانية تزداد عنده الأعراض، وكذلك حين يكون تحت أي ضغوطات نفسية أخرى، ويحس بالراحة حين يكون في وضع نفسي أفضل، أنا أرى أن العلاج الجوهري بالنسبة له هو العلاج الذي سوف ينظم كهرباء الدماغ، ولا بد أن يقنع بذلك وأعتقد أننا يمكن أن نحببه في الدواء بأن نشرح له الفوائد التي سوف تعود عليه، وأعتقد أيضاً أنه من مهمة الطبيب أن يوضح له كل الأمور بالتفصيل دون أن تكون هذه التفاصيل مخيفة له، الإنسان حين يتملك الحقائق والمعرفة ويعرف ما به يتعاون جداً فيما يفيده ويصلحه، فأنا أرى أن الخطوة الأولى هو أن نعالج العلة الموجودة أصلاً، ويعرف تماماً أن الإلتزام بالأدوية التي تنظم كهرباء الدماغ أمراً مطلوب وضروري، لأن بدايتها ثم عدم الانتظام فيها قد تكون له مضار شديدة، لأن قد يؤدي إلى ما يعرف بالتشنجات أو الصرع الانسحابي، فحين يبدأ في الدواء يجب أن ينتظم عليه.

والتجرايتول يوجد منه تجرايتول عادي وتجرايتول بطيء الإفراز، وبالنسبة للتجرايتول بطيء الإفراز يمكن تناوله كجرعة واحدة في اليوم، وهذا يختصر الأمور كثيراً، فأرجو أن تبذل كل ما هو ممكن بأن تقنع أبنك هذا بأهمية التجرايتول أو أي دواء آخر يراه الطبيب، يمكن أن يحتاج لدواء آخر بسيط مضاد للقلق والتوتر مثل الديناكسيت مثلاً، لكن الأساس هو تناول العلاج الذي ينظم كهرباء الدماغ، وفي ذات الوقت هذا الأبن يجب أن نحفزه من خلال الكلام الطيب وأن نشعره أنه عضو أساسي في الأسرة، -والحمد لله- هو يحافظ على صلاته، فنسأل الله تعالى أن يزيده خيراً وأن يتقبل منه.

كلمة أكره التي يرددها ويقصد بها أخاه، ربما تكون مجرد كلمة نمطية تأتيه نسبة لعلة اضطراب كهرباء الدماغ الذي يعاني منه، أسأل الله له العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.