الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خجل شديد من الفتيات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أنا رجل في الخامسة والعشرين من العمر، وما أعانيه من خجل يجعلني أبتعد أكثر فأكثر عن الفتيات بشكل خاص مما يتسبب لي بالتالي إلى عدم السيطرة على النفس، وذلك عندما أمر ولو بالصدفة بجانب أي فتاة ولا أستطيع إكمال طريقي بشكل صحيح مما يجعلني أغير اتجاه سيري أو الجلوس أحياناً خوفاً من أنني أسقط أرضاً، وذلك لعدم سيطرتي على أعصابي والتحكم بخطواتي.

للأسف لم أجد من يساعدني على حل مشكلتي، ولم أجد من يصدقني إلا بعد التجربة ولكن لا حل، إلا أنه حدث أمر عجبت له وذلك عندما كنت في الصف التاسع (ثالث إعدادي) حيث إنني بـت ألعب معهن ليس فقط أتكلم، وذلك بفضل المعلم الذي بات ينظر إلى الخلافات التي كانت تنشب بين الفتيان والفتيات دامت ثماني سنوات إلا أنه حل هذه المشكلة عن طريق التعايش الأخوي: كنا نخرج إلى خارج المدرسة ونأخذ بعض المأكولات ونجبر على الجلوس الدائري وتداول أمورنا ومشاكلنا حتى أصبحنا أكثر من إخوة.

ولكن في أول ثانوي عادت لي نفس المشكلة، ولم أستطع النظر إلى أي فتاة، يشجعني بعض الأقارب من الشباب ولكن لا أستطيع، أرجو من حضرتكم الاهتمام بسؤالي.
وشكراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: -يا أخي- النظر للفتيات من غير المحارم أمرٌ لا ندعوك إليه، وقد نهاك الشرع عنه.

أما إذا كان الأمر يصل لدرجة عدم القدرة على التواصل الشرعي المنضبط، فهنا ربما تكون العلة تتمثل في نوع من الرهاب الاجتماعي، وفي مثل هذه الحالة ما عليك إلا أن تتصور أنك أقوى من هذه الفتاة التي تريد مساعدتها، فمثلاً إذا تخيلت نفسك في موضع أن هنالك فتاة تريد أن تغرق أو أوشكت على الغرق في الماء أو في البحر، وأنت كنت الشخص الوحيد الذي يستطيع السباحة، ففي هذه الحالة لابد أن تقدم على إنقاذها، أرجو أن تتصور مثل هذا الموقف، فهذا المثال بالرغم من بساطته، إلا أني على ثقةٍ تامة أنك لو تمعنت فيه سيؤدي إلى ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي ما بينك وبين المخاوف، كما أنك يمكن أن تتصور مواقف أخرى كأنك أصبحت معلماً لمجموعةٍ من الفتيات، فلابد أن تتجنب النظرة المباشرة لهن، ولكنك في نفس الوقت يجب أن تكون حسن الأداء فيما سوف تلقيه عليهن من درسٍ أو محاضرة أو خلاف ذلك.

كما أرجو أن تستعين بأخواتك أو محارمك في كيفية حسن التعامل والتواصل مع الجنس الآخر في حدود الضوابط الشرعية.

سأصف لك بعض الأدوية البسيطة التي تساعد في مثل هذه الحالات، والدواء الأفضل يُعرف باسم أنفرانيل، أرجو أن تتناوله بمعدل 25 مليجراماً ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر، ثم ترفع الجرعة إلى 50 مليجراماً لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، ثم تخفضها إلى 25 مليجرام لمدة شهرين.

أرجو -يا أخي- أيضاً أن تحسن من تواصلك وتفاعلك مع بني جنسك من الرجال، وأن يكون لك الإقدام والشجاعة في المواقف الاجتماعية، فهذا سوف يُساعدك أيضاً في التواصل الشرعي مع الفتيات.

أما إذا كان قصدك هو الظهور أمام الفتيات ومحاولة فرض الذات، وذلك من أجل لفت انتباههن، فهذا أمرٌ غير مشروع، ويجب أن تحمد الله أن حماك منه.

وفقك الله لكل خير.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً