الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكريات طفولتي المؤلمة تمنعني من الحياة والسعادة فكيف أتغلب عليها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا امرأة نشأت يتيمة الأب منذ صغري، ولدي أخ أكبر مني، كان يضربني كثيرا، وبسبب ذلك أصبحت إنسانة جبانة وأخاف دائما، وخاصة منه، علما أني شخصية اجتماعية جدا.

تمت خطبتي من شخص غني، يعيش في بلاد ثانية، وافقت على الخطبة وذهبت وتغربت للعيش معه، موافقتي كانت بسبب ضغوط عائلتي علي، وقبل الذهاب مع الزوج في فترة الخطبة كنت أدرس في الجامعة علم النفس، وأثناء بحثي في مستشفى الأمراض العقلية صدمت بامرأة تصرخ، وهي مريضة نفسية، أخبرتني ابنتها بأنها كانت عادية، ثم مرضت ومن هنا بدأت معاناتي، صرت أخاف من أن أصبح مجنونة، وبعدها أصبت بوساوس الموت والانتحار حتى تزوجت وذهبت مع زوجي.

بعد الزواج والسفر تحسنت حالتي، واختفت الوساوس، وحينما جاءت أمي لزيارتي انتابني الوسواس من جديد، وصرت أخاف أن أضرب أمي، ثم قلت الوساوس ولم تراودني لمدة سنة كاملة، وفي أحد الأيام شاهدت فلمًا عن امرأة قتلت أولادها، وهنا دخلت في دوامة أخرى، صرت أخاف من إيذاء أولادي من جميع النواحي، أصبحت أتخيل الجنس معهم، أعلم بأنها مجرد وساوس، ولكنني لا أستطع مقاومتها، مع العلم أنني ضحية الفراغ طوال اليوم، فلا أقارب ولا جيران ولا أصدقاء، ولا أخرج من البيت كثيرا، أشعر بالذنب نحو أولادي، هل أنا أم مجنونة؟ علما أنني أحب أن أكون أما صالحة لأولادها.

ساعدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناديه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا موضوع المعاملة القاسية من الأخ -كما ذكرتِ- قد تكون لها دور في الرهابات والقلق والتوتر الذي يحدث مستقبلاً، ولكن أيضًا هناك استعداد نفسي لحدوث مثل هذه الأشياء.

على أي حال: طبعًا المعاملة القاسية من الأخ ارتبطتْ في ذهنك مع الأسرة، والآن بعد أن تزوجتِ وابتعدتِ عن الأسرة واستقررت نفسيًا، فقد ذهبت معظم هذه الأعراض عنك، ولكن الآن بعد حضور الوالدة وعودة الذكريات المؤلمة مرة أخرى لما عانيت من الطفولة قد يكون لعب هذا دورًا في حدوث ما يحدث معك الآن.

ما يحدث معك -أختي الكريمة- هو وسواس قهري واضح، وهو أفكار تتسلل إليك، وتتكرر معك، وتحاولين مقاومتها ولكن لا تستطيعين، وقد تكون الأفكار كما يحدث معك غير مريحة، وسخيفة، ولكن لا تستطيعين طردها.

والآن قد تكون لها علاقة بالأولاد، وما يحدث من أفكار جنسية تجاههم: هذا كله أعراض وسواس قهري واضح، وطالما أنت تعرفين شيئًا من علم النفس فالعلاج إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا، فعليك بمقابلة طبيب، لأنك تحتاجين للدواء، وهناك أدوية كثيرة تُعالج الوسواس القهري بكفاءة عالية، وقد يكون أيضًا من الأفيد الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، للتخلُّص من هذه الأفكار إمَّا بتجاهلها، أو تحقيرها، أو صرف النظر عنها.

على أي حال: هذا كله يتم من خلال جلسات للسلوك المعرفي وتمليك هذه المهارات للتخلص من هذا الوسواس مع العلاج الدوائي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً