السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب لكم بعدما عصفت بي الأيام والمشكلات، واستقر الحال بالطلاق الذي كسرني وهشم قلبي، موقنة برحمة الله وحكمته، لكنني أشعر بالحزن والألم، بذلت كل ما أستطيع لإنجاح زواجنا، ولكن قضاء الله جاء بخلاف ما تمنيت.
بدأت الحكاية منذ أربعة أعوام، خطبت ثم تزوجت منذ ثلاث سنوات، في السنة الأولى من زواجنا طلقني زوجي طلقة واحدة، وعدنا بعدها ولكن حياتنا ظلت غير مستقرة ولم تتحسن، بل كانت تنحدر نحو الأسوأ، وحملت بولدي والذي يبلغ من العمر سنة وأربعة أشهر، وبعدها طلقني مرة أخرى، في يوم 21/9/2016، بعد أسبوع من المشاحنات والمشاكل فضل علي -بنت حرام- حينما خيرته بيني وبينها!
أشعر بالألم والقهر بشكل شديد، منذ خطوبتنا وهو بعيد عني، قليل التواصل، ويتحجج بأن ذلك طبعه، وأنه قليل الكلام، ولا يعرف التعبير عن مشاعره، وحين تكشفت الأمور وجدت بأنه مبدع في رص العبارات وانتقاء الأشعار وما إلى ذلك.
شعرت وقتها بأنه خدعني وغدر بي، تعرف على العشرات، ثم بحث عني للزواج وهو لا يعرفني، تزوجني لأنه يثق بي، ويريد زوجة مصونة نظيفة شريفة، بسبب خبرتي القليلة لم أفهم لماذا كان يفعل ذلك كله، كل ما فهمته أن هناك خللا ما في الأمر.
دائما يشعرني بأنه قدم لي كل شيء حتى يسعدني، وأنني لست قنوعة، وأنا أشعر بذلك أيضا، فقد صبرت وقدمت له الكثير، وصبرت على العديد من المواقف التي وقعت بيننا حتى نتفق، ولم نتفق، والده ينصحني ويقول (لا تهدمي بيتك وأصلحيه)، وهو رافض، وأهلي يريدونني أن أتركه لله، فليس به خير، وأنا أشعر بأن موافقتي بالعودة له ضربا من الجنون رغم حبي له؛ لأنه الرجل الأول في حياتي، لكنني تعبت كثيرا معه، فهو مكار وبارع، ويجيد تصيد زلاتي وإظهاري بمظهر المذنبة وهو البريء.
رغم كل ما حدث لم أتأسف عليه، ولا على والديه، لأنهم لم يعرفوا قيمتي، وباعوني دون ثمن، رغم أنني ابنتهم لكن جهلهم مركب، حزينة على فقدان بيتي المستقل، ووفرة المال، وذوقه، وهداياه، وكذلك البلد المتحضر والمرتب، فقد تعرفت على مناطق عيشه واندمجت بها، حزني الكبير على ولدي الذي سيكبر دون أب، فقد كان يساعدني في تربيته، ويهتم بشأنه، وقد أخبرني أنه حين يكبر سيأخذه مني، أفكر بأنني سأتعب بتربيته لوحدي، وحين يكبر يأخذه والده، وقد لا يحسن تربيته.
أشعر بالحرقة، معه رأيت الدلال، ورفعني للأعلى ثم هوى بي في القاع، وفضل بنات الحرام علي، واعتبرني بلا قيمة في حياته، أصبحت أكره نفسي وأتسخط، وأخشى أن يعاقبني الله لأنني لم أصبر، ولم أرضَ بما حدث، لا قيمة لإيماني، فكنت أصلي، وأدعو الله، ملتزمة بقراءة القرآن، والحجاب، والصيام، والكثير من الأمور التي لا تقوم بها الفتيات في عمري، ومع ذلك لم أستطع الرضا والصبر.
صار كل شيء يزعجني، حتى أهلي، فهم طيبون إلى حد السذاجة، منذ البداية حينما أخبرتهم بالمشكلات صدقوه وخذلوني، واليوم يقولون (لا يهمك، المهم أن تعيشي مع أهلك بكرامة)، وبالمقابل يعيشون الحب، وإخواني وأخواتي كلهم يقولون ولا يهمك، ولديهم عائلاتهم ومبسوطين، كأن الأمر سهلا، وحينما تحدث مشكلة مع زوجته لا يهدأ حتى يرضيها ويستقر، إلا أنا لم أحصل على شيء قبل الطلاق ولا اليوم.
كنت أحسب أنني طيبة النية، لكن بعد الآن أشعر بالسوء نحو كل شيء حولي، وبعد كل أزمة أقول بأنها الأصعب، لكن الأصعب يأتي دون توقف.
وشكرا لكم.