السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدموه للمسلمين من نصح وإرشاد كلاً فيما يحتاجه.
أنا شاب مقيم في إحدى دول الخليج، أبلغ من العمر 32 عامًا، أعمل في مجال استشاري متخصص، متزوج ولدي أطفال، ووضعي جيد جداً ولله الحمد والمنة.
مشكلتي: أنني ومنذ أكثر من عام أصبحت أشعر بعدم الرغبة والدافعية والهمة في عمل أي شيء، وأتكاسل حتى عن الأمور البسيطة التي توكل إلي في عملي فضلاً عن المهام الكبرى، ولا أشعر بالحماس للقيام بها برغم حبي لعملي وتميزي فيه، إلا أنني أسوّف بالعمل، وأرى أن الوقت المحدد لإنجازه أكثر من كاف، الأمر الذي يجعلني أنجزه -مضطراً- في الساعات الأخيرة من وقته المحدد، والذي يكون أكثر من يومين عادة، وقد حباني الله عز وجل بقدرة وذكاء ملحوظ والحمد لله، -عملي ذهني بحت- ورغم ذلك أُوفق فيه، وأتلقى الإشادة وسط الزملاء والحوافز، علماً بأنني خلال الفترة التي أسوف فيها أكون مشغولاً بأشياء لا تهمني كثيراً، ولا أستفيد منها، وأنشغل بها بصورة محيرة، وألوم نفسي بعدها على تضيع وقتي فيما لا فائدة منه.
كذلك أصبحت انعزاليا بصورة ملحوظة، وهذه مشكلتي الكبرى، ولا أستطيع الاختلاط بالناس أو التواصل معهم، مع وجود رغبة كبيرة لذلك، إلا على مضض، لدرجة أنني أشعر بعدم الرغبة في فتح الرسائل التي تصلني على الجوال فضلاً عن الرد عليها، وإذا اضطررت لفتح أحد تطبيقات التواصل تجدني أهرب منه سريعاً وأغلقه؛ لأنه تنتابني الكثير من مشاعر القلق والخوف دون أن أعرف سبباً محدداً لها، غير أنني أُحب التنزه وحيداً وممارسة الرياضة -الركض أو بناء الأجسام- في أماكن لا يعرفني فيها أحد، خصوصاً من أبناء وطني، ولا أدري ما السبب؟ كما لا توجد لدي مشكلة في التسوق في المحلات الكبيرة أو غيرها، علماً بأننا شعب اجتماعي ومرح، ولكني أظن الغربة وطبيعة الحياة لهما دور فيما حدث، ورغم ذلك كله فأنا محافظٌ على صلاتي وكل عباداتي، ولم أتعاطَ أي مكروهٍ أو محرم في حياتي، ولا أشرب غير الشاي والقهوة باعتدال.
فكرت في مشكلتي كثيراً، وقرأت في موقعكم المبارك المشكلات المشابهة، وصنفت مشكلتي باثنتين (اكتئاب ورهاب اجتماعي)، وقررت في نفسي تناول السيروكسات سي آر بأقل جرعة أو البروزاك، ولكنني ترددت كثيراً، وحقيقة الأمر كان ترددي مصحوباً بخوف من الآثار الجانبية للأدوية، لا سيما عند شرائي للسيروكسات، وقراءة النشرة الداخلية للدواء مما جعلني أرجعه للصيدلية.
أخيراً أرجو دراسة مشكلتي، وإفادتي عنها وعن الأسباب التي يحتمل أنها أدت بي لما أنا فيه، وكذلك العلاج المناسب -سواءً دوائي أو معرفي-، وأتمنى أن يكون بلا آثار جانبية.
علماً بأنني أفضل السيروكسات لما قرأته عنه، كما أحتاج لنصحكم عموما، وجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.