السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، انطوائي ولا أحب إلا أهل بيتي، وشخصين آخرين هما من أقاربي وأصدقائي في نفس الوقت.
في صغري كنت أعاني من الخجل كثيرا، لكني الآن أشعر بتحسن كبير، وأستطيع مواجهة الناس، ولكني لا أحب الكلام، وفي معظم الحوارات أكون صامتا مع الناس غير المقربين لي، حتى يطلب مني الرأي، بعدها أعطيهم الرأي الذي أراه وأعود إلى صمتي.
كنت أخاف من الناس وأتجنبهم، ومن هؤلاء الناس أهلي الذين لا يسكنون معنا؛ لسبب وهو أنهم كانوا ينادوني بابن المرحوم، لأن أبي توفي وأنا في الرابعة من العمر، وكان كلما يأتي شخص لزيارتنا، تسرعن عماتي بإخباره أن هذا الصبي هو ابن المرحوم، ويبدأ الناس ينظرون إلي بنظرة الشفقة، وكنت أرى أولاد عمي وأقاربي يمرحون مع آبائهم، وأحس بشعور الحرمان، إلى أن كبرت وتأقلمت مع الوضع.
بعد إكمالي للمرحلة الثانوية بدأت الدراسة الجامعية، وأحسست بعدم حب الدراسة، مع أنني في المرحلة الثانوية حصلت على نسبة عالية، بعدها قررت أن أبحث عن عمل، وكلما أقبلت للتقديم على وظيفة ويتم إجراء المقابلة الشخصية، يعجب بي المسؤول عن التوظيف، وهذا حصل لي في أكثر من 9 مرات تقريبا، ويعطوني موافقة سريعة للعمل، لكنني أول ما أبدأ العمل في أول أسبوع، أشعر بضيق، وأشعر أني تحت إدارة شخص متسلط، وإن لم يكن الأمر كذلك، وأشعر بعدم الحرية، وأشعر أني في سجن، وأشعر بذل، وبعد هذا الشعور أستقيل في أول الأيام.
أنا حساس جدا منذ طفولتي وحتى الآن، كل الأحداث ممكن أن تؤثر بي، وحتى الكلمات التي لا يراها البعض جارحة من الممكن أن تؤذيني كثيرا.
أعاني من وسواس شديد في أمور كثيرة في حياتي، على سبيل المثال: في أيام العمل كنت أستيقظ من النوم قبل موعد العمل بساعات، ويكون نومي متقطعا، في كل ساعه أستيقظ لأرى كم بقي من الوقت لأذهب للعمل، ولا أستطيع الذهاب إلى أي مكان بعد العمل، لأني أفكر في اليوم التالي.
ومن الأمثلة الأخرى أنه في مرة من المرات أوقفني أحد رجال المرور؛ لعبوري الإشارة الضوئية عن طريق الخطأ، والمخالفة هذه تعتبر جسيمة ويسجن فيها السائق، وتحجز مركبته، بعدما تحدثت مع رجل المرور عفا عني، ونصحني أن لا أعود لمثلها، بعدها لما رجعت إلى المنزل قلت في نفسي كيف لهذا الرجل أن يسامحني، وهذه المخالفة ليس فيها سماح، فقلت أخاف أن يغير رأيه، وقلت أخاف أن يتم الرجوع لكاميرات المراقبة الموضوعة على الإشارات الضوئية، وجلست في قلق، في كل يوم أنتظر مكالمة من مركز الشرطة، مع أن الرجل قال أنا المسؤول عن مخالفتك.
دائما أواجه مشاكل الوسوسة من هذا النوع، علما أني أحاول أن أواظب على صلاتي، وقراءة وسماع القران.
شكرا لكم.