السؤال
السلام عليكم..
أنا طالبة مبتعثة لنيل درجة الدكتوراه في أميركا، وهذا أول فصل لي.
في البداية كان الوضع طبيعيا جدا بالنسبة لي، لم يبهرني البلد رغم زيارتي الأولى له، ولكن بعد مرور الشهر الأول، وبعد حضور المحاضرة الأولى وانصدامي بالاختلاف الكلي لنظام الدراسة، وعدد الكتب التي يجب أن أقرؤها، وعدد البحوث التي سأكتبها، فانتابتني حالة من الخوف والهلع والبكاء، وعدم القدرة على النوم أو الأكل، ثم بعد ذلك بأسبوع تقريبا انتابتني حالة من الخمول والكسل، وعدم رغبة في مواصلة الدراسة، واختفاء الحافز لإكمالها، حيث سيطرت علي فكرة الخوف من الفشل، وأفكار سلبية أخرى.
حاليا عقلي مشتت بين العودة إلى الوطن أو إكمال الدراسة، ولكن كلا القرارين صعبة جدا بالنسبة لي، حيث قرار العودة يترتب عليه التزام مالي كبير للجهة الباعثة، بالإضافة إلى أنني فقدت عملي، حيث أني قدمت استقالتي، ولا يوجد عمل حاليا، وما سيقوله أقاربي وأصدقائي عني؟! حيث أني لا أحتمل فكرة أن أكون فاشلة، وبين إكمال ومواصلة الطريق، ولكن أشعر بأن الموضوع أكبر من قدراتي، حيث أن لغتي الانجليزية بسيطة جدا، على الرغم من قول أساتذتي بأن لغتي جيدة، وليست بذلك السوء الذي أشعر به، ولكني لا أصدقهم، حيث أني أشعر بأنهم يقولون ذلك ليشجعوني فقط، بالإضافة إلى بطئي الشديد في القراءة وإنجاز المهام، حيث أنني عندما أقارن نفسي بزملائي أجدهم أنجزوا جميع القراءات والمهام، وأنا لم أنجز إلا شيئا بسيطا جدا لا يكاد يذكر.
أحيانا أمضي أكثر من خمس ساعات على قراءة مقالة واحدة من عشر صفحات، مما زاد أيضاً من تدهور حالتي، حيث أنني أذهب من غير تحضير، فأشعر بأنني لا أفهم من المحاضرة إلا 30 % فقط، مما يشعرني بالإحباط، إضافة إلى أنني أضيع الوقت على أمور غير الدراسة، وكأنني أتهرب منها، وإذا درست أدرس بغير تركيز، وذهني يكون مشتتا جدا، ولا أستطيع احتمال فكرة الفشل، وأشعر بتأنيب الضمير لإضاعتي الوقت بين تفكير بأمور سلبية وبكاء.
والأهم من ذلك أن علاقتي بالله بدأت تتدهور، حيث بدأت أفقد اهتمامي بالصلاة، ولا أستشعر الجانب الروحي فيها، وأشعر أحيانا بأن الله لا يسمعني، أو يستجيب لي، وإذا دعوت أدعو ببرودة، وليس كما كنت بالسابق أدعو الله، وأشعر بأنه قريب مني.
حاولت اللجوء إلى الصلاة والاستغفار لطرد الأفكار السلبية، وزرع أفكار إيجابية، وخلق دافع وحافز لدي لإكمال دراستي، ولكن لا أمضي سوى دقيقة واحدة "حرفيا " إلا وأجد نفسي وتفكيري مشتتا، وتركيزي لا يستمر إلا لدقيقة أو اثنتين، والآن مر الشهر الأول، وبدأ الثاني، وتراكمت لدي المواد، ولا أعلم كيف سأبدأ من جديد مع حجم هذا الضغط.
أعرف أن الابتلاء بالنفس هو من أشد أنواع الابتلاءات، حيث أن نفسي وأفكاري السلبية مسيطرة علي، ولكن لا أعلم كيف أحجمها، ولا أدعها تسيطر علي؟ ولا أعرف كيف أدفع أو أحفز نفسي؟ حيث أنني لا أشعر بأي نوع من التحفيز، على الرغم من تشجيع جميع عائلتي وأصدقائي، وقولهم لي بأنها فرصة العمر التي لا تعوض.
لا أعلم إذا كان الموضوع نفسي، أو جسدي، أو روحي، أو هو نوع من الحسد؟ ولكن للعلم أنا أستعمل حاليا دواء ثايركسين مقدار50% ، حيث أن نسبة tsh لدي هي 31 .
وجزاكم الله خيرا.