السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله جهودكم، وشكرا لكم على هذا الموقع.
أنا فتاة أعيش مع عائلة كبيرة لا ينقصها شيء -ولله الحمد- إخوتي يحاولون جاهدين إسعاد أبي وأمي، لا توجد مشاكل في حياتنا -ولله الحمد- نحن أبناء صالحون وناجحون في الحياة العملية، مع ذلك لا يبدو السرور على والديّ أبداً.
مهما حاولنا إسعادهما يقابلان ذلك بالعصبية والبرود، وأيضاً لا أشعر بحنان الوالدين أبدا؛ لدرجة أنني نسيت متى أخذتني أمي أو أبي في حضنهما، نادرا نجلس ونضحك ونتناقش بشكل عادي، أبي دائماً يحاول الاستخفاف بآرائنا، مع أن أبي وأمي طيبان جدا، وأنا أعلم ذلك، ولكن معاملتهما أصبحت تزعجنا أنا وإخوتي، لم نعد قادرين على برهما بسبب معاملتهما لنا.
أنا شخصيا إنسانة عصبية، أتضايق من تصرفاتهما، فأتكلم بما في قلبي إذا لم يعجبني، وأندم على ذلك، ولكنهما لم يتركا لي مجالا لبرهما، بدون مبالغة يعاملون الخادمة أفضل منا، يقابلونها بالابتسامة، ونحن لا نجدها، كل ما نريده هو ابتسامة وقلوب راضية، أشعر دوماً أنهما ليسا راضيان عنا، وأمي كثيرة الدعاء لو ناقشتها في موضوع وكان مخالفاً لها، حيث تدعو علي فورا.
لم يربونا على اللباقة واللطف فيما بيننا، حتى أمي لو احتضنت أحدا منا نستغرب من ذلك، لم نعد نستطع تخطي ذلك الحاجز بعد كل هذه السنين، ولا يوجد بيني وبين أمي سر أو حديث خاص.
أنا لست مرتبطة، وعلاقتي بصديقاتي المقربات ضعفت بسبب انتقالهم، أحتاج العطف والحنان من أهلي، رغم أنني لا أظهر ذلك، ولكني أحتاج شخصا يحبني، لا أنكر تشجيع والدي لنا في الدراسة، ومعاملتهما الجيدة، ولكن نفتقد التواصل الحقيقي، الحب الحقيقي، احترام الرأي الآخر، إظهار الحب ورؤية السعادة في أعينهما.
أعتذر على الإطالة، وشكرا.