السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 18 سنة، أهتم كثيرا برضا الله وأخاف جدا منه، ومداومة على تحصيل كل ما يزيد قربي من الله، قبل أن أعرض مشكلتي أود أن أخبركم بأن شخصيتي ضعيفة من الداخل، أخاف كثيرا بسبب ظروف حياتنا في المنزل، فأبي عصبي جدا، ويؤذي أمي كثيرا، ومعظم تصرفاته وأحكامه غير صحيحة، كان لا يصلي، وأصبح -الحمد لله- يصلي، لكن لا زال عنده بعض الأفكار المغلوطة.
أنا أحبه، لكن أخاف أن أفعل أي شيء، لأنه يفتعل المشاكل ويضخم الأمور، ويجعل حياتنا جحيما، وليس لنا قريب لنخبره عن مشاكلنا أو غيرها، بسبب هذا خائفة من أن يرفض خطبتي بالشاب.
منذ سنتين أحببت هذا الشاب وأحبني -والحمد لله- لم نتواصل بأي طريقة بالحرام، بل كتمنا هذا الحب حتى يأذن الله له بالتمام والزواج، من فترة قصيرة أخبرت أخي الذي يكبرني عن الموضوع، وتكلم مع الشاب، وأكد له الشاب أنه فعلا يود الارتباط بي، بعد فترة من هذا الحديث اتصل الشاب وطلبني من أمي، وطلب منها التفكير بالموضوع ومشاورة الأهل ومشاورتي.
لم نخبر أبي لأنه سيفتعل مشكلة، وآثرنا أن نؤجل الموضوع حتى يتخرج الشاب، ويتجهز كاملا للخطبة، لا يوجد معارضة من أي الأطراف، إلا أننا نخاف من والدي أن يعتذر بشيء ويفشل الموضوع، خصوصا أن الشاب من قرابة أمي، وهو معها معظم الوقت في المشاكل، ويسكن في بلدها الأصلي وليس عندنا.
تناقش مع أهلي بموضوع الدراسة والمهر، ولكن بحكم أننا لم نتكلم مع بعضنا قط من قبل، كان لزاما أن نجد طريقة نتكلم فيها معا، خصوصا أن الأمر فيه رباط وحياة زوجية، في البداية رفضت الحديث، إلى أن ذهب إلى شيخ عندهم وسأله عن حكم حديثنا معا، خصوصا أنه في بلد آخر، فأجاز له ذلك بشرط ان لا نتعدى الحدود، والأفضل أن يكون التواصل بيننا عن طريق أمي.
تكلمت معه وتناقشنا في أمور الدين والحياة والفكر، وارتحت له كثيرا، الآن أفكر بقطع الحديث حتى تتم الخطبة الرسمية، لأنني اطمأننت من ناحيته، وتأكدت من طريقة تفكيره، وبدأ حديثنا يميل لحياتنا الخاصة، وأرى أن لا ضرورة فيها الآن، وهو مشهود له بالدين والخلق عند الناس، فما رأيكم؟
أمي فقط من تعلم بحديثي معه، ومرة شاهد أخي الصغير كلامنا المكتوب وهو لا يعلم بأمر الخطبة أصلا فغضب وتوعد، ومن وقتها وأنا خائفة أن يخبر أبي بذلك، وأبي أصلا تفكيره صعب ولا يتفهم، ولم أخبر أخي الأكبر، علما بأنه متفهم جدا. وقد تقبل الشاب الأمر بصدر رحب عندما أخبرته، وفرح لأنني لم أرتكب في علاقتي معه حراما قط.
المشكلة أنني الآن في حالة خوف دائم وقلق وبكاء خوفا من أبي، وأن لا يتم الأمر، بيننا أنا والشاب توافق كبير ولن أجد مثله أبدا، كيف السبيل لأن أريح نفسي وأطمئن؟ فلقد تعبت كثيرا، الأصل أن يتقدم رسميا آخر العام الحالي حتى أنهي الثانوية العامة، لكنني خائفة، فانصحوني، علما أن أمي دعت الله كثيرا قبل أن أفصح عن الأمر أن يصرف الشاب عن قلبي إن لم يكتب لنا الله التمام، لكنني وجدته كل يوم أقرب، لكني جزعت عندما علم أخي الصغير، وزاد قلقي وخوفي، ودائما أدعو الله أن يريني أي علامة تطمئن قلبي.