السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة متفوقة، ومن الأوائل على دفعتي عندما تخرجت من الثانوية قدمت على بعثة لدراسة تغذية بشرية في دولة قريبة، لكن بعد مرور سنة لم أستمر ورجعت، فالغربة صعبة جدا، وأمي لم تتحمل وحدتها، ثم قدمت لدراسة الطب وبنعمة الله حصلت على بعثة، وكنت ممتنة، حيث إن والدي متوف وأمي لا تملك المال الكافي لتدريسي تخصص الطب المكلف في منطقتنا، وبعد دراستي المجهدة رسبت في مادتين، وعند امتحانات الدور الثاني تكرر رسوبي، والله يعلم كيف درست فوق استطاعتي، وكان يتوجب علي إعادة السنة على حساب الوالدة، لكن لعدم امتلاكها المال فهي ربة منزل، رجعت إلى البيت، وضيعت سنتين الآن، ولا توجد جامعة تقبل بمعادلة المواد.
أخبرتني والدتي أنها تستطيع تدريسي أحد تخصصات الفنون، حيث إنه الأقل تكلفة، وبدأت في دراستي، والتخصص جدًا تافه، لكني أحمد الله على نعمة الشهادة التي سأحصلها، الآن أنا على الرغم من امتناني الشديد أني أدرس في جامعة معينة إلا أنه يصيبني الحزن على تضييعي سنتين، وبذلي مجهود عظيم بدون أي نتيجة، وفي الآخر أدرس تخصص فنون، ولو أني كنت من الأوائل على دفعة العلمي، ولا أريد أن أقارن نفسي ببعض قريناتي ومن هن في سني، حيث تخرجن بمعدلات أقل مني ولا يجدن حتى أساسيات اللغة الإنجليزية، ويتعلمن تخصصات الهندسة والطب، وكلهم على بعثات، وأنا أعلم أنها بالواسطة إلا أنها أولا وآخرا أرزاق، وأعلم أن الخيرة فيما اختاره الله إلا أن قلبي يحزن على الدراسة وعلى شماته الناس في.
كيف لي أن أحقق القناعة التامة أن تخصصي هذا لن يؤول بي إلى البيت؟ فأنا لا أساعد والدتي براتب ولا بأي شيء، أشعر بالإهانة والغباء! كيف يمكنني التغلب على هذا الشعور؟ كيف لي أن أتغلب على رغبتي الدائمة في شيء أعلم أنه لن يرجع لي أبدًا؟
شكرًا على المساعدة، وأعتذر عن الإطالة.