السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة لدي ولد عمره 10 سنوات، يعاني من الخوف الشديد، فلا يستطيع الذهاب بمفرده لأي مكان حتى داخل البيت، فهو فإما أن يطلب من أخيه التوأم أن يرافقه، أو يبكي حتى أساعده، وقد لا يذهب مطلقا إن لم يكن معه أحد، لا ينام إلا معي في السرير، وإذا استيقظ من نومه ولم يجدني، فإنه ينادي علي بخوف وهلع، أو يستجمع قواه ويركض إلى مكان تواجدي.
لا بد أن يكون هناك ما يجعله يصل إلى هذا الحد من الخوف، وحين أتحدث معه يذكر لي قصصاً مخيفة سمعها من أصدقاءه في المدرسة، أو مقاطع فيديو مخيفة شاهدها وما زال يتذكرها، وهو من النوع الفضولي، يحب أن يعرف كل شيء، فأحيانا أجده يتابع فيديو وثائقي عن الإعصار أو الكوارث البيئية، أو علامات الساعة، وهو للأسف يعرف كل هذه الأمور، ويتوقع حدوثها بين حين وآخر، ودائماً يتوقع الأسوأ، وعند حدوث الرعد مثلاً: يصاب بهلع شديد، ويخاف عند ذكر الموت.
لا يقدر على التواصل بشكل جيد مع الآخرين، فدائما تأتيني شكاوى من مدرسته بأنه يعامل الأولاد بعصبية، ويغضب لأتفه الأسباب ويبدأ بالصراخ، وعندما تعاقبه المعلمة بإخراجه من الفصل، يحدث الفوضى والضجيج، ويضرب الباب، ولا يفهم الأمر، ويرى نفسه المظلوم دائماً في كافة أنواع العقاب الواقعة عليه، ويقول: (الجميع يريد تعذيبي)، ولا أدري لعل هذا هو سبب خوفه؟
ليس لديه أصدقاء، ولا أحد يحب اللعب معه، ويكره المدرسة والمعلمين والطلاب، فهل يحتاج للذهاب إلى معالج نفسي؟ علما أننا في أوروبا، ولا أدري ما عاقبة أن نعرضه على طبيب نفسي، وأخشى أن يأخذه المسئولون ليتابعوا تربيته، ويقوموا سلوكه، وهذا أمر مستحيل بالنسبة لنا كمسلمين.
الخوف بدأ معه قبل سنة تقريباً بشكل تدريجي، ولم نلقِ له بالًا، ولم يكن يسبب له مشكلة، أما الآن فقد تغير الحال، وأصبح يصعب عليه التواصل الاجتماعي، وتأخر عن المدرسة بسبب خوفه، فأصبح عمره الآن 6 سنوات، وأخبرتنا إدارة الروضة سابقاً بعدم قدرته على التواصل الجيد، ولن يستطيع دخول المدرسة، فاضطررنا لتأخيره نصف سنة، كان من الممكن أن يكون فيها كأقرانه في المدرسة مستمعاً إلى بداية العام، لكنه بقي في الروضة، وتعرض لمشاكل كثيرة تسببت في نقله بين مدرستين، في كل مدرسة يبقى فيها لمدة سنة ثم ينتقل منها، فكان في الصف التحضيري في مدرسة، ثم انتقل لمدرسة أخرى في الصف الأول، ثم عاد لمدرسته الأولى في الصف الثاني، ثم للمدرسة الأخرى في الثالث، وما زال مستمراً فيها.
هل سيواجه ابني مشكلات أكبر مستقبلاً، وهل يعاني من مرض نفسي، وكيف يمكننا تقويم سلوكه دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب؟
ساعدونا جزاكم الله خيراً.