السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
بحثت في محرك البحث عن حل لحالتي النفسية، فوقع ناظري على استشاراتكم، وقد أعجبت كثيرا بردودكم ونصحائكم, وما دفعني للجوء إلى الإنترنت إلا أنه لا يوجد عيادة نفسية في مدينتي.
حالتي في بداية عمري كنت لا أبالي بها، أما الآن فإنني مضطر إلى علاج نفسي لأسباب منها:
1- قيل لي: إن الله يعاقب من كان مريضا وأهمل نفسه، ولم يعالجها.
2- أبنائي الذين لا أريدهم أن يروني محرجا أو خائفا.
أنا أعاني منذ طفولتي من الخوف والإحراج الذي يتبين في وجهي، والتعرق بسرعة من شدة الإحراج، ولكنه الآن أقل؛ لأنني أصبحت متمكنا من الهروب من كل ما يخيفني أو يحرجني.
- أهرب من الأماكن التي أعلم أن فيها إحراجاً كبيراً، أو إذا تعرضت للموقف أحاول النسيان، تعرضت لموقفين هذه الأيام، مع أنني كنت دائماً أتعرض فيها، ولكن هذه المرة أثرت على نفسي حتى أنني بكيت في الخفاء بعيداً عن الناس، لا أدري هل لأنني أصبحت أفكر في العلاج أم حالتي تزداد سوءًا؟ الله أعلم.
الموقف الأول: قدمني المصلون كإمام في صلاة الفجر، وكنت واثقاً من نفسي، ولكنني عندما بدأت في القراءة تلعثمت، وصرت أصدر صوت المرتجف الخائف، وقلبي يقرقع، والعرق يصب بشكل مخيف، مع أنني حافظ للسورة التي أقرؤها ذلك الحين، وأنا لا أتعرض لهذا الموقف عندما أصلي بالمتأخرين في الصلاة حتى وإن كان صفين أو أكثر.
الموقف الثاني: سلمت على رجل أكبر مني، وعندما أردت أن أعزمه؛ لأقوم بواجب الضيافة؛ تغير وجهي من شدة الإحراج، وتلعثمت في الكلام، وقد بان على وجهي الإحراج، فأصبح الرجل يصد بوجهه عني يريد أن ينهي المقابلة، ففررت بسرعة وقد تصببت عرقاً شديداً -لا حول ولا قوة إلا بالله- وكان ابني الصغير معي.
هذه الحالات تأتي معي في المجالس الكبيرة، وعندما ينصت الناس إلي بإمعان، وأيضاً عندما يهاجمني أي إنسان بالكلام الجاف أو الحار؛ أحرج وأخاف، ويحمر الوجه، وأتصبب عرقاَ، وأبدأ أبرر له، وألتمس له الأعذار حتى وإن كنت لم أخطئ في حقه، وأحياناً ألتزم بالصمت؛ لخوفي أن أرد عليه بكلام جارح ينقصني أمام الناس، حتى وإن كان الكلام مزحاً شديداً, أتجنب دائماً المزح مع الناس.
أرجو إفادتي بما ترونه مناسباً لي، وأسأل المولى -عز وجل- أن يجزيكم خير الجزاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.