أعاني من الخوف والإحراج عند مواجهة الناس، ما الحل؟
2015-08-19 00:24:28 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
بحثت في محرك البحث عن حل لحالتي النفسية، فوقع ناظري على استشاراتكم، وقد أعجبت كثيرا بردودكم ونصحائكم, وما دفعني للجوء إلى الإنترنت إلا أنه لا يوجد عيادة نفسية في مدينتي.
حالتي في بداية عمري كنت لا أبالي بها، أما الآن فإنني مضطر إلى علاج نفسي لأسباب منها:
1- قيل لي: إن الله يعاقب من كان مريضا وأهمل نفسه، ولم يعالجها.
2- أبنائي الذين لا أريدهم أن يروني محرجا أو خائفا.
أنا أعاني منذ طفولتي من الخوف والإحراج الذي يتبين في وجهي، والتعرق بسرعة من شدة الإحراج، ولكنه الآن أقل؛ لأنني أصبحت متمكنا من الهروب من كل ما يخيفني أو يحرجني.
- أهرب من الأماكن التي أعلم أن فيها إحراجاً كبيراً، أو إذا تعرضت للموقف أحاول النسيان، تعرضت لموقفين هذه الأيام، مع أنني كنت دائماً أتعرض فيها، ولكن هذه المرة أثرت على نفسي حتى أنني بكيت في الخفاء بعيداً عن الناس، لا أدري هل لأنني أصبحت أفكر في العلاج أم حالتي تزداد سوءًا؟ الله أعلم.
الموقف الأول: قدمني المصلون كإمام في صلاة الفجر، وكنت واثقاً من نفسي، ولكنني عندما بدأت في القراءة تلعثمت، وصرت أصدر صوت المرتجف الخائف، وقلبي يقرقع، والعرق يصب بشكل مخيف، مع أنني حافظ للسورة التي أقرؤها ذلك الحين، وأنا لا أتعرض لهذا الموقف عندما أصلي بالمتأخرين في الصلاة حتى وإن كان صفين أو أكثر.
الموقف الثاني: سلمت على رجل أكبر مني، وعندما أردت أن أعزمه؛ لأقوم بواجب الضيافة؛ تغير وجهي من شدة الإحراج، وتلعثمت في الكلام، وقد بان على وجهي الإحراج، فأصبح الرجل يصد بوجهه عني يريد أن ينهي المقابلة، ففررت بسرعة وقد تصببت عرقاً شديداً -لا حول ولا قوة إلا بالله- وكان ابني الصغير معي.
هذه الحالات تأتي معي في المجالس الكبيرة، وعندما ينصت الناس إلي بإمعان، وأيضاً عندما يهاجمني أي إنسان بالكلام الجاف أو الحار؛ أحرج وأخاف، ويحمر الوجه، وأتصبب عرقاَ، وأبدأ أبرر له، وألتمس له الأعذار حتى وإن كنت لم أخطئ في حقه، وأحياناً ألتزم بالصمت؛ لخوفي أن أرد عليه بكلام جارح ينقصني أمام الناس، حتى وإن كان الكلام مزحاً شديداً, أتجنب دائماً المزح مع الناس.
أرجو إفادتي بما ترونه مناسباً لي، وأسأل المولى -عز وجل- أن يجزيكم خير الجزاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كايد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح جدًّا -أخِي الكريم- أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي منذ فترة طويلة، وقد حاولتَ أن تتأقلم مع هذا الاضطراب بالهروب من المواقف التي تُسبب لك الرهاب، وتُصاحبها الأعراض التي ذكرتها من احمرار في الوجه، وخفقان في القلب -وهلمَّ جرًّا- ولكن -كما ذكرت- لا تستطيع الهروب كل الوقت، فقد تُفاجأ بمواقف، كما حدث لك عندما طُلب منك بإمامة بعضهم، أو عندما حاولت أن تدعو شخصًا كبيرًا وحصل ما حصل.
أخِي الكريم: لا هروب بعد اليوم، وليكن العلاج بالمواجهة، ننصحك بالآتي:
احضر دفترًا وسجِّل عليه كل الملاحظات عن المواقف التي تُسبب لك خجلاً شديدًا، وتُحاول أن تهرب منها وتتفاداها بأي طريقة، ورتِّبها حسب الصعوبة، من الموقف الأكثر صعوبة إلى الأقل صعوبة إلى الأسهل نسبيًا، وابدأ بمواجهة المواقف السهلة نوعًا ما، حتى يزول الخجل والخوف، ويمكنك أن تستعين بحبوب تعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) وتعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، فهي تُخفف خفقان القلب ومن الخوف، وتُساعدك على المواجهة.
كلما استطعت أن تتغلب على موقفٍ اذهب إلى الموقف الأكثر صعوبة، وهكذا من موقفٍ إلى موقفٍ، حتى يمكنك مواجهة كل هذه المواقف والتخلص منها، وإذا كان بالإمكان أن تستعين ببعض الأدوية النفسية فهناك دواء يُسمى تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، إذا كان متيسِّرًا لك الحصول عليه، ابدأ بنصف حبة يوميًا لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك، مع النصائح والإرشادات التي ذكرتها لك، ويمكن الاستمرار في هذا العلاج لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى تتخلص من كل هذه المواقف ومن الرهاب الاجتماعي وتعيش حياة مستقرة ومتوازنة.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.