الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي صاحب علاقات عاطفية فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك يا دكتور؟ أريد أن أعرض لك مشكلتي من باب المشورة وأخذ الرأي.

زوجي يحب التحدث مع البنات بمواقع التواصل الاجتماعي، ولاحظت عليه ذلك كثيرا، وصارحته أكثر من مرة، ويوعدني بالتوبة، طبعا اكتشافاتي له تكون بالصدفة، عمل هذه الحركة 4 مرات تقريبا، حيث كان يعتذر لي في كل مرة ثم يعود، أنا لا أريد أن أخسره ولم أشتكِ لأحد أبدا، وكنت أقبل أعذاره وأسامحه.

بعد فترة صرت ألاحظ أنه يتحدث بالجوال كثيرا، وأنا من غيرتي الزائدة عليه تذكرت الماضي وقلت بيني وبين نفسي من المؤكد أنه يتحدث مع البنات، دخلت إحدى البرامج باسم مستعار، وأظهرت له أنني أحبه، وأنني مطلقة؛ والسبب هو زوجي الذي يتحدث مع البنات، فكرهته وطلبت الخلع، استمر معي وصرح باسمه الثنائي، وأعطاني رقم جواله وصورته، وكل الأمور على ما يرام، وواعدته وقال ما عندي أي مشكلة في أي وقت أنا جاهز، أصبت بالجنون، وحاولت أن أناقشه، وقلت له أنت أعزب أم متزوج؟ قال أنا متزوج وينقصني الاهتمام، ونصف الكلام الذي كان يقوله كذبا.

أصبحت أسأله عن زوجته، ثم أتحدث معه قليلا، ثم أتشاجر معه؛ لأن شعوري لا يوصف لحظتها، كيف يتكلم مع البنات بكل صراحة، وفي الأخير قلت له أعطني اسم زوجتك كي أسحرها لك حتى تحبك وتهتم فيك، أعطاني اسم غير اسمي الحقيقي، وقال لي كلمة بذيئة، قلت له سوف أفضحك بالمعلومات التي عندي، قال لن تستطيعي أن تعرفي اسم زوجتي، قلت له سوف أخبرك به ولكن بعد يومين.

الآن أنا أريد الخروج من هذا المأزق بأي طريقة؛ لأنني أراه طوال الوقت يفكر ويسرح، أنا أعلم أنني السبب في ذلك، أريد التوبة والتوقف عن هذا الخطأ الذي ارتكبته، كيف يتم ذلك؟ وهل أصارحه بما عملته معه أم لا؟

لأني قلت له سأفضحك عند الطلاب والمدرسين وسأسحر زوجتك!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وكم تمنينا لو أنك لم تقعي في تلك الفعال، واكتبي له -دون أن يعرف- سامحتك لوجه الله الكبير المتعال، فاتق الله في زوجتك أم العيال، وابتعد عن ممارسات الجهال، وتذكر أن الله شديد المحال، واستغفري ربك، واقبلي على زوجك، واحذري تهميشه والإهمال.

وكم تمنينا لو أن كل امرأة تشعر أن زوجها يبتعد تقترب منه، وتسأله عن المفقود في بيته، وهذا المعنى موجود في قوله تعالى: { وإن امرأة خافت من زوجها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا}.

وأرجو أن تتجنبي هذا الأسلوب؛ لأنه يعرضه للفتنة، ولن يزيدك إلا مرضا وشكا، ومهما كانت النتائج فإن الغاية لا تبرر الوسيلة، وهذه بعض الوسائل التي تجعل الزوج يقترب من أهله:
1- الدعاء ثم الدعاء؛ لأن قلب زوجك بيد الله يقلبه، ويصرفه، وكذلك قلوب العباد.
2- القرب من الزوج، والتقبل له، والاهتمام به وتقديره.
3- الدخول إلى حياته ومشاركته هواياته واهتماماته، وكلما زادت القواسم المشتركة تحقق مزيد من القرب.
4- إشعاره بالثقة، وتجنب التجسس عليه؛ لأن تتبع العورات يفسد كما جاء عن النبي صلى -الله عليه وسلم- فإنك إن تتبعتهم أفسدته.
5- حدثيه بما يحب، واستمعي له، وأظهري الأعجاب به.
6- تفنني في إظهار مفاتنك، واجعلي بيتك جاذبا، وفراشك ناعما، وكوني عروسا متجددة.
7- ذكريه بالله، وتعاوني معه على الطاعات.
8- استري عليه، ثم استري عليه؛ حتى لا ينكسر الحاجز، واكتمي ما حصل.
9- احرصي على أن لا يخرج من بيتك غاضبا، وأحسني وداعه إذا خرج، واسألي عنه إذا غاب، وأحسني استقباله إذا رجع.
10- تواصلي مع موقعك، واشركينا في قراراتك.
11- تكلمي معه وشاركيه الآمال والآلام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً