السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 30 سنة، في عام 2008 بدأت العلاج النفسي، حيث كنت مصابًا بالوسواس القهري، وتعاطيت الكثير من الأدوية، كان أبرزها (فافرين) و(بروزاك) و(بروكستين)، والكثير من الأدوية الأخرى التي جربتها؛ لأن الطبيب كان يغيّر لي الأدوية إذا لم تؤثر على الوسواس.
واستمرت فترة العلاج 3 سنين، وبعدها توقفت عن العلاج من تلقاء نفسي تدريجيًا؛ لعدم استطاعتي تحمل الآثار الجانبية للأدوية، حيث أثّرت على حياتي الخاصة والمهنية بشكل كبير، فقد كنت أعاني من كسلٍ، وهمّ مستمر، ونوم لفترات طويلة جدًا، ورعشة مزمنة، وإمساك مزمن، وضعف في التركيز والذاكرة، وكثرة النسيان.
خلال 3 سنوات أُصبت بنوبتَي اكتئاب شديدتين، حتى أني كنت أنام على السرير، ولساعات وأنا أنظر إلى السقف! ولا أدري ماذا أريد؟ ولا أعرف ما هدفي في الحياة؟! حتى أني كنت أتمنى أن أموت لكي أرتاح، ولم أعُد أشعر بأي بهجة في الدنيا.
علمًا بأنه في النوبة الأولى وصف لي الطبيب دواء (روميرون)، وكان جيدًا، لكنه تسبب في زيادة وزني بشكل كبير، وفي النوبة الثانية وصف لي (انفرانيل)، وسبب لي الكثير من المشاكل، وإن كان قد عالج الاكتئاب.
بعد تعاطي (الانفرانيل) ظهرت مشاكل في حياتي وفي عملي، أبرزها أني أصبحت عصبيًا بشكل غريب، ويمكن أن يُثار غضبي بسرعة جدًا، حتى أني تضايقت من هذا، و لم أدرِ ما السبب؟ وأرجعته إلى عملي؛ لأني كنت أعمل في مجال خدمة العملاء، وهو عمل مليء بالمشاكل والاضطرابات، ومُتعِب للأعصاب.
قرأت منذ فترة قريبة أنه من الممكن ظهور آثار جانبية (للأنفرانيل)، مثل: سرعة الغضب إذا تم تعاطيه مع (الفافرين) أو أدوية أخرى، فهل من الممكن أن يكون هذا هو السبب؟
علمًا بأنه مرّ عليَّ أكثر من 4 سنوات منذ توقفت عن هذه الأدوية، وأبرز ما أعاني منه الآن أني سريع الغضب جدًا، وكثير النسيان بشكل مبالغ فيه، وضعيف التركيز.
قبل بدء العلاج كنت أعاني من ضعف التركيز والنسيان، وكان هذا طبيعيًا لمريض الوسواس القهري، لكن لم يكن الأمر مثل ما أنا عليه الآن؛ فمشكلة ضعف التركيز والنسيان زادت بعد العلاج بالأدوية بشكل كبير، كما زاد ظهور مشكلة الغضب السريع، حتى أن رؤسائي في العمل اشتكوا كثيرًا من هذه الأمور، ولفتوا نظري أكثر من مرة لهذا، واشتهر عني في عملي أني ضعيف التركيز فيما يقولونه، حتى أني قضيت 5 سنين كاملة في نفس وظيفة خدمة العملاء حتى استطعت أن أنتقل إلى وظيفة أخرى.
وأخشى أن أمضي 5 سنين أخرى في وظيفتي الحالية! في حين أن كل زملائي في العمل انتقلوا إلى وظائف ومناصب أخرى أفضل، وأنا متأخر عنهم، وحتى في حياتي الشخصية مع أهلي، فإنهم يشكون من كثرة نسياني للأمور، حتى أني كنت أسأل أمي عن نفس الشيء أكثر من مرة بسبب النسيان!
هل هناك حل لما أنا عليه الآن؟ وكيف أتأكد أن دماغي طبيعي، وأن الأدوية لم تترك أثرًا في رأسي؟ وهل هناك أشعة أو تحاليل أقوم بها يُمكن أن تكشف هذه المشكلة؟ وهل هناك علاج لآثار الأدوية؟ وهل أذهب لطبيب مخ وأعصاب يمكنه أن يساعدني في هذا؟
أرجوكم ألا تقولوا أني أبالغ في النظر إلى الأمر، وأني طبيعي؛ لأن حياتي تغيرت للأسوأ بعد فترة العلاج.
جزاكم الله خيرًا على مجهوداتكم لخدمة المسلمين.