السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 21 عاماً، كنت أعيش سعيدا واجتماعياً مع الكثير من الأصدقاء والأحبة.
علما أني أصلي ولا أضيع الفروض، وأخاف الله رب العالمين، وكنت مبتسماً دائماً.
منذ سنة أعاني من نوبات الابتهاج الشديد بلا مبرر، وأحيانا حزن وألم واكتئاب بلا مبرر أيضاً.
منذ شهر ازداد الحال سوءاً حيث أني لا أعلم من أكون، أحس بأنني غريب عن نفسي، ولا أعلم من هو الشخص الذي بداخلي، غريب بين أقاربي وأهلي، أفكر كثيرا بالهرب والمغادرة، وأحس أني سجين وضعيف لا حول ولا قوة إلا بالله.
لم أعد أستطيع التعامل مع المشكلات التي تحيط بي، وأشعر بأني غير موجود أو أني لا أدرك الوجود، والوقت يمضي من حولي بشكل غريب.
لا أستطيع التعامل مع لحظات الفرح ولحظات الحزن، ولا أتذوق طعماً للعبادة، ولا طعم الفرح أو طعم النجاح!
أشعر أحيانا بأنني فقدت إنسانيتي، وكثيرا ما أرى الناس من حولي على أنهم دمى أو أشباح أو أنهم عبارة عن خيال.
لا أعلم ما السبب؟ فلا أجد بنفسي سبباً يدفعني للحياة، ولا أريد أن أرى أحداً ولا أن أسمع صوت أحد، وأخاف أن أجد نفسي يوماً وحيداً، وأخاف من الوحدة كثيراًـ أنام كثيراً حيث أن الكوابيس والأحلام المزعجة تراودني طيلة نومي، منها القتل والضياع والخوف والغرق ومحاولات القتل تتكرر كثيراً.
أحياناً تشتهي نفسي القتل والذبح وتروق لي الدماء والدمار، ولا أستطيع أن أعبر عن ما بداخلي كما في السابق.
أشعر بالخوف والضباع، وأعيش الماضي ولا أنظر للحاضر أو المستقبل، وأشعر بالشتات والضياع وفقدان الثقة، وأحاول قدر المستطاع أن أبتعد عن الجميع فلا أجد الراحة إلا في ذلك.
كل شيء تغير، فلم أعد أرى الأشياء من حولي كما كانت أو أنها ليست على حقيقتها، والشعور الذي يقودني للجنون هو أني في كثير من الأوقات لا أعلم بماذا أشعر، لا أعلم ما هو شعوري، ولا أدري ماذا أفعل؟! وكأنني عالق في شيء لا أعلم ما هو.
لا أعلم شيئاً، حتى إني لا أستطيع أن أصف ما بداخلي وصفاً دقيقاً، ولم أعد أتعلم أو أعمل أو أبحث عن أي شيء، ولا أريد شيئاً أبداً.
مع أنني في السابق كنت أبحث عن العلم في كل مكان، وأحب العمل، وطاعة الله عز وجل، وبالأخص أبحث عن تطوير ذاتي من خلال قرائة الكتب ومشاهدة البرامج المفيدة، وتعلم القراءة السريعة وأساليب الحفظ والفهم والتذكر، وكنت كثيراً أبحث عن تنمية قدراتي الشخصية من جميع النواحي إن كانت البدنية أو العقلية، وكانت إرادتي قوية.
كنت أحب مساعدة الآخرين كثيراً، وأسعى إلى نصرة أمتي بالعلم والعمل، ثم لا أجد مما كنت عليه شيئاً، ولا أعلم ماذا أريد أو لماذا أرسلت لكم، لا أعلم إن كنت بحاجة إلى مساعدة أحد!