السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (21) سنة، وأعاني من القلق بشأن المستقبل، خاصةً عندما أذهب للنوم، فأنا أظل ما يقارب الثلاث ساعات أو أكثر في فراشي، وأكون مشغولة في التفكير بشأن المستقبل بشكل سلبي، وبعد أن ينهكني التعب أكون أمام خيارين إما أن أنام أو أن أنهض من فراشي.
لقد تركتُ دراستي الجامعية قبل ستة أشهر بسبب خوفي من عدم النجاح، وأيضاً لأنني أصبحتُ كسولةً جداً، وانسحبت من المجتمع بشكل كامل، فلم أعد أتواصل مع أحد مطلقاً، أشعر بأن الناس تكره شخصيتي، أو تتحدث معي لغرض المصلحة، أو تظهر قواها على شخصيتي لأنني لا أرفض طلبا لأي أحد، لقد أصبحت أهجم على الجميع، وبالأخص المقربين فأبعدتهم عني.
مزاجي متقلب بشكل كبير، أشعر بالحزن دائماً، لم يعد لدي أي إرادة، أو طموح، أو أحلام، أسأل نفسي ما الغرض من وجودي على قيد الحياة؟ وما الذي أفعله؟ أشعر بالضياع، ومهما فعلت سيكون ما أفعله بلا فائدة، أشعر بأن القادم أسوأ، لقد تعبت من البحث عن الحلول.
أقضي معظم وقتي في النوم، عندما أكون مستيقظة أشعر بالتعب على الرغم من أنني لا أقوم بشيء سوى الجلوس أمام شاشة الحاسوب من دون حركة، أهمل نظافتي الشخصية، وحينما أتناقش مع شخص ما، تكون الفكرة موجودة في داخل عقلي، لكن العبارات لا تعينني في الكثير من الأحيان، فأصمت أو أقوم بتغيير الموضوع، عندما أحاول إيجاد العبارات المناسبة أجد بأن عقلي أصبح فارغاً، في بعض الأحيان أستمر بإعادة قول العبارة نفسها، كلامي غير مفهوم وغير مترابط، أصبحت باردة المشاعر ولا أهتم بالذي يحصل في العالم الخارجي، علماً بأنني أعاني من الحساسية العالية بسبب الأصوات، لدرجة تفقدني أعصابي، فأبدأ بالضرب على رأسي، وكذلك رائحة اللحم تشعرني بالغثيان، فحينما أشم رائحة اللحم المسلوق أرغب بقتل نفسي.
في الواقع لم أفكر إطلاقاً بمحاولة استشارة الطبيب النفسي، أعلم بأنني قد أعاني من شيء ما، في البداية ظننتً بأنها أعراض طبيعية، خاصةً وإنني أسكن في بلد دائم الحروب كالعراق، والسبب الآخر من أنني أخشى عند زيارتي للطبيب بأنه سوف يقول بأنني بخير، وبعدها ستظل نفسي موسوسه في أن هذا الطبيب سوف يستهزئ بي، ويقول بأنني أعطيتُ الموضوع أكبر من حجمه، ولكني أسألكم هل أنا بحاجة لمراجعة الطبيب النفسي؟
لقد قرأتُ بأن نقص أو زيادة الدوبامين قد تسبب الأمراض العقلية، وفي الواقع والدي وعمي يعانيان من مرض (باركنسون)، وعمي الأكبر يشكو من الصرع الجزئي، فهل هنالك احتمالية بأنني قد ورثت هذا الخلل في اختلال عمل نواقل مادة الدوبامين؟
أفيدوني ولكم خالص الشكر والثناء.