السؤال
السلام عليكم
أنا أعاني من مشكلة في التوبة، أقصد أنها تصعب علي، فإذا أردت أن أتوب من ذنب معين فإني آخذ وقتا طويلا نسبياً، ومتعبا في التفكير، فأقول كلاماً بيني وبين نفسي يشبه هذا: (أنا مخلص توبتي هذه لله تعالى، لا يهمني كلام الناس أو نظرتهم لي، فقط لله تعالى).
أجلس أفكر في هذا وأعيد التفكير، وأكثر جزء صعب هو الندم، أجلس أستحضر هذا وأفكر فيه ملياً حتى أتعب حقاً، لذلك تصعب علي التوبة.
المصيبة أنني أودُّ التوبة من ذنوب معينة، لكن أحس أنني أتوب لأجل أن الله لا يعاقبني بشيء أحبه، وأشعر أنها ليست خالصة لله تعالى، وربما هذا الشعور حقيقي، وربما وسوسة، لا أعلم، فأنا موسوس حقيقةً، وصرت أقول: سأبدأ التخلص من الوسواس ومن ثم أتوب لكي لا أواجه مشاكل، ودائماً ما أحاول الإقلاع عن الوسواس فلا أستطيع، لكني مستمر في المحاولة وسأتخلص منها بإذن الله.
أنا لي أمنيات وأشياء من هذا القبيل، فإذا أردت التوبة أشعر أنني سأتوب لأجل أن الله يحقق أمنياتي وليس لأجل أن أكسب رضاه!
شرط الندم بالذات صعب جداً، أطيل التفكير والاستحضار ملياً، وأرى هل فعلاً أنا نادم أم لا؟ وأحاول أن أندم لكن لا أستطيع وأشعر أني لستُ نادماً حقاً!
تواجهني مشكلة في إخلاص النية لله في الأعمال الخيرية، على سبيل المثال: هممت لوضع الطعام للطيور، ثم أتذكر أنني لم أخلص النية لله من البداية، فلن أؤجر فما الفائدة؟
هل أستطيع أن أخلص النية لله قبل وضع الطعام لها، أم أنه لا يمكنني ذلك فقد نسيتها بالبداية؟
أرجو أن يتسع صدركم لي، فأنا أواجه مشكلة في التشمت أو الشماتة في كل شيء، مناظر كثيرة عندما أراها وأحس أني قد تشمت فيها أو ضحكت عليها أقول: اللهم لا شماته على كل شيء، الحمد لله على كل شيء، أتعبني ذلك حقاً.
أُحس أنني أتشمت كثيراً، حتى في الأفلام إذا رأيت مشهداً مضحكاً وأعلم أنه تمثيل لكني أضحك وأقول بعدها: اللهم لا شماتة، والحمد لله.
أحس أني أشمت بالناس، رغم أني أعلم أنه مجرد تمثيل وأن الهدف أصلاً هو إضحاك الناس!