السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 سنة، أعاني من الوحدة وعدم التأقلم مع الناس بسهولة، ومزاجية جداً، وأشعر بالملل بسرعة، وممكن أن يتعكر مزاجي طول اليوم بسبب كلمة، حاولت الخروج مراراً من الوحدة، لكن ظروفي تجبرني على البقاء فيها، في كل مرة أفشل ولا أيأس، لكنني تعبت، ففي كل مرة أشاهد إحدى صديقاتي كم لديها من الأصدقاء، وكيف أنها تندمج وتتحدث مع الناس بسهولة، ويحبونها ولا تخاف، فأحسدها على هذه النعمة، ولدي الرغبة في أن أصبح مثلها، لكنني في كل مرة أفشل، حتى قررت في يوم ما أن أذهب معها لتعرفني بأصدقائها.
تلعثمت في الكلام، وشعرت بضربات قلبي سريعة وقوية، وبرودة في أطرافي، وتغيرت ملامح وجهي ونبرة صوتي، حتى أصل أحياناً أن تدمع عيناي، في كل مرة أحاول أن أتحدث، وأن أكون اجتماعية أفشل، حتى وإن تحدثت أخطأ في الكلام، فيضحكون علي مما يحرجني أكثر، وأظهر لمن حولي أنني خجولة، والبعض يظن أنني متكبرة، وأيضاً إخوتي ينادونني بالمريضة، حتى أنني لا أستطيع التحدث بالهاتف، أو الأكل أمام الناس، أو حتى الضحك.
أحاول أن أكون قوية، لكنني أواجه من يضعفني، وأحاول بأن لا يؤثر علي، لكنني أفشل، ولا أجد من يساعدني، مع العلم بأن ظروفي العائلية سيئة جداً، ولا يسمحون لي بالاختلاط مع الناس، وبسبب هذا أصبحت علاقتي بأهلي ضعيفة جداً، وتحول هذا لكراهية لهم ولجميع من حولي.
أصبحت حياتي مملة، ولا أرغب في أي شيء مطلقاً، حتى أصبحت الحاجات المفضلة عندي لا أحبها، ولا أرغبها، يئست وكرهت كل شيء، مع أن علاقاتي في التواصل الاجتماعي والانترنت جداً ممتازة، حتى استطعت تكوين العلاقات عن طريقها، فقط خوفاً من تكوين أصدقاء في العمل، وتكون ردة فعلهم وحالهم مثل من سبقهم، الذين كانوا يتضجرون ويملون مني، ومن صمتي وتلعثمي في الكلام، فأصبحت أخاف من تكوين علاقات الصداقة، وأصبحت أخاف من ردة فعلهم، وأخاف من نظرتهم وعدم تقبلهم لي، والخوف من خسران المزيد، حتى أصبت بالقلق الدائم والخوف من لا شيء.
مارست تمارين الاسترخاء، لكن دون جدوى، حتى أنني استخدمت عقار بروزاك لمدة أربعة شهور، ولكنني لم أتحسن، لا أدري إن كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، أو الخجل؟ أرجو منكم المساعدة، ولكم جزيل الشكر.