الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة - أيتها الفاضلة الكريمة – بالرغم من جسامة أعراضك حسب ما تتصورين، ومن وجهة نظري أنا أقول لك أنها أعراض بسيطة، هذا مجرد قلق رهاب اجتماعي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، والشيء الذي جعلك تتخوفين من هذه الأعراض هو المكوّن الجسدي أو العضوي، حيث أن الشعور بضربات القلب نسبة لزيادة إفراز الأدرينالين، وبرودة الأطراف، هذا يجعلك قطعًا أكثر انشغالاً بهذه الأعراض، لكن - إن شاء الله تعالى – هي أعراض بسيطة، هذا بالفعل رهاب اجتماعي.
أريدك أن تعتمدي على الآليات السلوكية قبل الدواء، والآليات السلوكية تتمثل في أن تعيدي ثقتك بنفسك، أن تعرفي أنك لست بأقل من الآخرين، وأريدك أن تضعي في مخيلتك بقوة شديدة أن هذه الأعراض الفسيولوجية الجسدية هي أعراض خاصة بك، وأنت التي تشعرين بها، ولا يوجد أحد يطلع عليها، هذا مهم جدًّا، ما تتصورينه من تلعثم أو رجفة أو ضربات قلبٍ يُشاهدها الآخرين من فوق الثياب كما يتصور البعض، هذا ليس صحيحًا، هذه تجارب وتفاعلات جسدية نفسية سلوكية خاصة بك أنت.
ومن المهم جدًّا أن يكون لك وجود وحضور وبروز على مستوى الأسرة، على مستوى صديقاتك، في محيطك الدراسي، أنت ذكرت أنه لا توجد لديك وظيفة، وأنا أطالبك بألا تجلسي دون وظيفة، وهنا أعني ليس بالوظيفة العمل فقط، لا، واصلي دراستك، إن لم تكن هناك دراسة منتظمة اذهبي لمراكز تحفيظ القرآن مرتين في الأسبوع مثلاً، انضمي لكورسات، هذا كله مهم جدًّا كنوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي الذي يزيد رصيدك في المعارف، ويطور من مهاراتك الاجتماعية، ويكسر حاجز الخوف هذا تمامًا.
تمارين الاسترخاء مُجدية وفاعلة ونحن ننصح بها في مثل هذه المواقف، وفي مثل حالتك، فأرجو أن ترجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015) وتطلعين عليها بدقة وتتفهمينها وتطبقينها بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
بالنسبة للعلاج الدوائي: البروزاك دواء رائع، لكن فعاليته في المخاوف تتطلب شيئًا من الصبر، كما أن الجرعة المطلوبة هي أربعين إلى ستين مليجرامًا – أي كبسولتين إلى ثلاثة -.
أعتقد أن الأفضل لك هو الزولفت (السيرترالين)، حيث إن فعاليته مضمونة جدًّا في علاج المخاوف والرهاب الاجتماعي، يمكن أن تبدئي بجرعة حبة واحدة ليلاً (خمسين مليجرامًا) تناوليها لمدة شهرين، ثم اجعليها حبتين (مائة مليجرام) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بالنسبة لبعض الناس ننصحهم بأن يبدؤوا بنصف حبة، لكن في حالتك أنت تناولت البروزاك قبل ذلك، والبرزواك في مفعوله وآثاره الجانبية ليس بعيدًا عن الزولفت، فلا أتوقع أن تحدث لك أي آثار جانبية من الزولفت، حبة واحدة في اليوم.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.