السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أريد في البداية أن أشكركم على الجهود الجبارة في هذا الموقع الجميل، والذي جعله الله ليكون سببا في علاج كثير من الناس.
لدي مشكلة وأتمنى من الله أن أجد لها حلا في هذا الموقع العظيم، فمنذ أربع سنوات عانيت من اكتئاب، كان عبارة عن خوف من الموت، كنت أخاف عندما يأتي الليل، وكنت أرتعش، وتأتي لي حالة الهلع والذعر المعروفة بأعراضها المشهورة، وكنت أخاف أن أخرج من البيت؛ لأني كنت أشعر بثقل في الرأس، وحرقان في فروة الرأس، وعدم اتزان وخوف أن يحدث لي شيء عندما أكون في الخارج.
دائما أحبس نفسي في غرفة نومي، وأنام في أوقات مبكرة جدا؛ لأني كنت أكره الليل بشدة، وأحب النهار أكثر؛ لأنه يشعرني ببعض الطمأنينة.
استمريت على هذه الحالة لمدة 3 أو 4 أشهر تقريبا، حتى أتى فرج الله، وأصبحت بخير من هذه الحالة السيئة، كيف؟
لا أعلم، وبدون أي علاج، ولكنها إرادة الله، وعادت حياتي طبيعية بدون أي علاج، ولكني عانيت جدا في هذه الفترة.
منذ فترة قريبة حصلت معي بعض الضغوطات العصبية، مثل مرض والدتي وإجرائها لعمليتين في وقت قصير، كنت قلقا كثيرا على أمي، وبعد أسبوعين خرجت أمي من المستشفى بحمد الله، وفي اليوم الذي خرجت فيه أمي من المستشفى جاءت إحدى المقربات من أمي لتزورها، فماتت عندما وصلت إلى منزلنا، وكانت سليمة، ولا تعاني من أي أمراض، سقطت مكانها بدون أي سبب، ولكنها إرادة الله، وبعدها بثلاثة أيام مرضت أختي وأجرت عملية.
أنا لا أدري ماذا يحدث لنا، وكل هذا كان يؤثر على أعصابي؛ لأني لا أتحمل كل هذه المواقف في فترة قصيرة كهذه، وقد حدثت لي بعض أعراض القلق، مثل التي كانت تأتيني في السابق، كحالات الهلع، والقلق الشديد، والتفكير في الموت مرة أخرى، وعندما تأتيني حالة الهلع الآن أعلم أنها لن تكون أعراض الموت؛ لأنها جاءتني من قبل، وعلمت أنها بعيدة عنها تماما، ولكني لا أنكر أنها أيضا تقلقني وتصيبني ببعض الخوف وقد كان، والحالة مستمرة معي الآن.
أشعر بحرقة في فروة الرأس، وعدم الرؤية، وكأنني في حلم، أشعر بان غشاوة على عيني، ودائما عيني لا يوجد بها دموع، أشعر بأنها جافة، وأنا أحاول الآن التخلص من وضعي الحالي حتى لا تحدث معي نفس الحالة السابقة والتي استمرت لشهور.
التفكير والخوف من الموت والوساوس عادوا من جديد، فعندما أذهب إلى مكان بعيد يأتيني الوسواس، ويقول لي: سوف تموت لأنك بعيد، ولن تجد أحدا يساعدك، فتزداد ضربات قلبي، ويحدث لي ضيق في التنفس، وأعصاب جسدي تنهار شيئا فشيئا، وأرتعش أيضا، ولا أهدأ إلا عندما أقترب من بيتي.
أكره الذهاب إلى أي مكان بعيد، حتى إنني الآن قد امتنعت عن الذهاب لعملي، وقد كنت أعيش حياة طبيعية، وأذهب لأي مكان أريد، وأستمتع بحياتي، أما الآن فلا أستمتع أبدا، حتى إنني أبقى مع أصحابي في أماكن قريبة من البيت حتى أكون مطمئنا، ولم تأتِ لي الحالة أو الوسواس، ولكن يوجد بعض القلق، وأخاف أن أذهب إلى العمل؛ لأنه يبعد عن المنزل مدة ساعة تقريبا بالمواصلات.
أريد أن تساعدوني في القضاء على هذه الحالة السخيفة، والتي تربك حياتي، سواء كان العلاج دوائيا أو سلوكياً.
ولكم جزيل الشكر.