السؤال
السلام عليكم
هذه أول استشارة لي، وأتمنى من الدكتور محمد عبدالعليم الإجابة لثقتي الشديدة فيه: حيث أنني أعاني من الخجل نوعاً ما، وهذا الخجل متوارث في عائلتي، جميع العائلة هكذا، ولكن أنا بالنسبة لهم أخف قليلاً، حيث أنني إنسانة اجتماعية وأحب مخالطة الناس، بعكس عائلتي فهم لا يحبون الاجتماعات، علما أن أبي عمره فوق السبعين، وهو إنسان رهابي ومعروف عائلياً هكذا، واثنين من إخوتي -أخت وأخ- يعانون من الوسواس القهري منذ ثلاث سنوات تقريباً، ويتناولون أدوية نفسية، وأعلم أن العائلة لديها القابلية للإصابة بذلك بسبب أبي الرهابي، وأيضاً تربية أمي الصارمة، ولا مجال للحوار معها، تربينا هكذا، ومع هذا كله أنا متقبلة الوضع.
الآن أنا متزوجة منذ حوالي 8 سنوات، ولدي طفلتان، وعمري 31 سنة، وزوجي إنسان واعي ومتفهم، ولكن لاحظت بعد الزواج أن خجلي زاد جداً، حتى أصبح يلاحظ علي، وعندما قررت إكمال دراستي الجامعية بعد الزواج لم أستطع، واعتذرت عن إكمالها، حيث أن هناك عروض تقديمية، فأصبحت أفكر كثيراً فيها، وبمجرد السماع أن العرض قريب أشعر بمغص في بطني، وحاولت أن أتجاهل الأمر.
ومرة خرجت أمام الطالبات أقرأ فاحمر وجهي، وأحسست بحرارة في جسمي، وتغير صوتي، وصار قلبي يخفق بسرعة شديدة، وأحسست بشعور بالبكاء، وأنه سوف يغمى علي، حتى عندما سألتني الأستاذة، لم أكن أعلم ماذا تقول، وتركيزي ضعف، وأنا أخشى الكلام أمام الناس في مجلس مزدحم، أو أمام حضور أو طلبة، لكنني وفي نفس الوقت أحب الناس، وأحب أن أتكلم مع أي كان، وأحب أن أساعد الناس.
أيضاً أنا متحدثة جيدة نوعاً ما، وأحب أن أناقش الجميع، ولكنني أخاف أن أتكلم أمام حشد كبير، ويحصل لي تأتأة من الخوف أحياناً، وأعاني من النسيان، وضعف التركيز، وتأتيني حالة غريبة جداً وأنا أتحدث، حيث ينقطع حبل الأفكار عندي ولا أعرف أن أكمل حديثي، ولا حتى الفكرة التي أريد أن أوصلها، كأنني أفقد الذاكرة لبضع دقائق، ويحصل عندي ارتباك أمام المتحدث، ويحمر وجهي.
إلى الآن أجهل السبب، أحس أن عقلي مشتت وأفكر كثيراً، ودائماً شاردة، والوقت لا أحس به، وأصبحت سلبية نوعاً ما، وأعترف أنني في انحدار الآن، وأخاف أن أتدهور، أصبحت أحب الجلوس في البيت كثيراً، وقطعت العلاقات العائلية التي كنت في يوم من الأيام أتنافس أنا وعائلتي الرهابية في حضورها، وأحاول أن أغيرهم، وكنت أكرههم بسبب رهابيتهم، فهم ملازمون للبيت دائماً، والآن أصبحت مثلهم، وأكره هذا الشيء، تسببوا لي في عقدة نفسية، وحالياً أحس بقلق حتى أصبحت أصحى من النوم أكثر من مرة متوترة، وأحس أن بالي مشغول بشيء لا أعرفه.
أرجو مساعدتي بعلاج دوائي غير إدماني وليس له تأثير على الحمل؛ لأنني لا أستخدم حالياً مانع الحمل، وهل فعلاً أن الأدوية النفسية تؤخذ كورساً معيناً حتى يعتدل كيمياء المخ، ولا ضرر من التوقف عنه؟ لأنني أخاف أن أدخل في متاهة الأدوية النفسية.
علما أنني استخدمت اندرال فقط، وحضرت محاضرة في شأنه، وكنت أتابع العرض التقديمي (برزنتيشن) فأحسست بربكة الموقف، وأنا أتابعهم، ولكن ضربات القلب هادئة، وفي الوقت نفسه أريد علاجاً غيره، لا تنصحونني بعلاج سلوكي؛ لأنني دائماً أقحم نفسي في مواجهات، وأعاند نفسي كثيراً، ولكنني تعبت، وشكراً لكم.