الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف -أيتها الفاضلة الكريمة- الذي تعانين منه هو: مزيج من الرهاب الاجتماعي، وشيء من الخجل و-إن شاء الله تعالى- أيضاً فيه الكثير من الحياء، والذي هو شطر من الإيمان.
أولاً: أنا حقيقة أريدك أن تصححي مفاهيمك نسبياً حول الأمر الوراثي، نعم لا ننكر دور الوراثة في الخوف والرهاب والقلق، لكنه ليس الإرث المباشر إنما هو الاستعداد فقط الذي قد يرثه الإنسان، أرجو أن تقتحمي هذه الفكرة وتكسريها تماماً وتحطميها تماماً، قائلة: حتى وإن كان أبي وسواسياً أو عصابياً فأنا لدي القدرة أن أتجاوز هذه المرحلة، وأن أتجاوز الأثر الجيني، وذلك من خلال تفاعلي السليم والصحيح مع محيطي وتغيير نمط حياتي هذا مهم.
الأمر الثاني: وهو مهم جداً وضروري من وجهة نظري: هو أن تتدربي تدريبات سلوكية منتظمة، أهم ما في التدريب السلوكي هو أن تعرضي نفسك لمواقف الخوف والوجل هذه في الخيال بمعنى أن تضعي البريزنتشن مثلاً حول المادة التي تودين القيام بعرضها، قومي بعرضها وأنت جالسة في المكتب أو في المنزل، وتصوري أن جمعاً كبيراً جداً من الناس، وأن هنالك حوارات وأن هنالك أسئلة وتداخل الأمر، عيشي مثل هذا النوع من الخيال، أعتقد أنه مفيد، هذا نسميه تعرض في الخيال، موقف آخر حاولي أن تضعيه في شكل نوع مما نسميه بالسيكودراما أي تمثيل الموقف مع الأخذ بالجدية، أي أن آخذ الموقف بجدية، مثلاً: طلب منك أن تحضري مناسبة أو احتفالاً في المنزل، وأنت مشرفة على ذلك، هذا النوع من الخيالات جيد ومفيد ويساعد.
نقطة أخرى: هي التدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء ذات قيمة كبيرة جداً في علاج الرهبة فارجعي لاستشارة إسلام ويب تحت الرقم: (
2136015) و-إن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها الكثير من التوجيهات والإرشاد الذي نحسبه مفيداً.
نقطة أخرى ضرورية: لا بد أن تكون لديك برامج تواصلية اجتماعية ثابتة، مثل: الانضمام لأعمال اجتماعية نسوية أو خيرية، والذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن مرة أو مرتين في الأسبوع، هذه كلها تبني في الإنسان مهارات جديدة تجعله يخترق المخاوف.
بالنسبة للعلاج الدوائي كما ذكرت وتفضلت: أنت لا تريدين دواءً تستعمليه لفترة طويلة أو تتعودين عليه، أعتقد أن اعتمادك على الآليات السلوكية التي ذكرتها لك سوف يساعدك كثيراً، ولا بأس من أن تتناولي عقار زوالفت الذي يعرف باسم سيرترالين لفترة ثلاثة أشهر فقط بجرعة صغيرة، ابدئي نصف حبة 25 مليجرام تناوليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.
قطعاً لا ننصح باستعمال أي دواء مع الحمل حتى وإن كان سليماً، بالنسبة للإندرال لا بأس به دواء إسعافي جيد، لكن يجب أن لا يعتمد الإنسان عليه، أي يجب أن لا تتصوري بصورة نمطية أنني لا بد وضروري أن آخذ الإندرال حتى أقدم تقديماً جيد.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.