السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، أبلغ من العمر 20 سنة، أعاني من صدمات نفسية؛ نتيجة الفشل المتكرر الذي لم أعد أجد له تفسيراً أبداً.
مشكلتي هي كالتالي: كنت الفتاة المتفوقة، وذلك بشهادة الجميع ممن عرفني، وحتى ممن سمع عني، فكنت معروفة عند الجميع أني ذكية، وكثيراً ما يتردد إليَّ الآخرون لمساعدتهم في مواضيع معينة، وأهمها: العلمية كالرياضيات.
هكذا أمضيت حياتي حتى المرحلة الثانوية، والتي أنهيتها بتفوق، وهذا بفضل الله -تعالى-، حتى أتت المصيبة الكبرى التي لا زلت أعاني منها، عندما تخرجت كنت أريد البدء بالتعليم الجامعي مباشرة، ولكن الوضع الاقتصادي لم يسمح لي بذلك، فعملت بإحدى المؤسسات لدينا في البلدة، وجمعت من المال ما استطعت؛ لكي أبدأ تعليمي.
سجلت في الجامعة، وكان طموحي، هو تعلُّم موضوع الهندسة الكهربائية، ولكن أحلامي انتهت، عند ما تمّ رفضي؛ لأني أقل من المطلوب، وذلك ليس حسب الباكلوريا، إنما حسب امتحان غبي لا يقيِّم ذكاء الطلاب، إنما يدمرهم، فلم أجد سبيلاً إلا أن أسجل موضوعًا آخر، وهو علم الأحياء، ولكن هذا لم يكن حلمي، ولم أفكر أبداً أن اتخصص في هذا الموضوع وكل ما له صلة به، حاولت أن أتأقلم معه، لم أستطع، كنت محطمة، لم أحصل على درجات ممتازة كالمعتاد؛ لأني لا أطيق الموضوع، أصبحت أرى نفسي أني فاشلة.
في السنة التالية، حولت الموضوع، لم أستطع أن أبقى فيه، فتخصصت في موضوع آخر، والمشكلة نفسها رغم اجتهادي، كنت أداوم على الدراسة، وكنت أحضُر جميع المحاضرات، ولكني لم أفهم سبب الفشل، هذا رغم أني أذاكر جيداً.
أشعر أن حظي سيء، ليس فقط في دراستي، إنما في كل شيء أريد أن أحققه، لا أجد سوى الفشل أمامي، حاولت مراراً وتكراراً أن أجد تفسيرًا، ولكن بدون جدوى.
أتمنى أن تساعدوني، لقد تحطمتْ معنوياتي، وتدمرتْ نفسيتي، أصبحت فاشلة في نظر الجميع، وأكره سؤال أحد عن تعليمي الجامعي؛ فأنا الطالبة المتفوقة، أصبحتُ فاشلة.
بارك الله فيكم.