السؤال
السلام عليكم
عندما كنت في السابعة من عمري، اعتدى عليّ شخصين، ودائماً ما تجول تفاصيل هذه الحادثة في رأسي، أصبحت لا أثق بالناس، وأخاف التحاور معهم، ودائمًا ما أحرج نفسي عندما أتحدث مع الغرباء، باردة جداً في تفاعلاتي مع الآخرين، وهادئة، تجدني لا أهتم بشيء، ولا شيء يجذب انتباهي، أنام كثيراً، وأصحابي قليلون جداً.
في جامعتي سرعان ما ألفت نظر الجميع لي وبسهولة، ولكن من دون قصد، فتجد الأغلب يعرفونني، ويعرفون اسمي، ولكنني لا أهتم بهم، ولا أحاول أن أعير أحداً منهم انتباهي، كثر من يحاولون التقرب إليّ، ولكنني أتفاداهم بأي طريقة، لا أعلم ما سبب هذا البرود الداخلي؟ أنا لا أحب الخوض بأيّ نقاش، أفضل السكوت والنظر فقط، أعاني من الصعوبة في التعبير عما أشعر، وأكره جدًا ملامسة الآخرين لي، فعندما أُحتضن من صديقاتي، أدفعهم لا شعورياً، ولا أعلم لماذا؟
دائمًا ما أكبت حزني، ولا أحب إظهار تلك المشاعر، في بعض الأحيان أتفاجأ من نفسي عندما أتوتر، أو عندما أقع بمأزق، وأجد أنني أتحاور بشكل جيد مع الناس، ولدي القدرة على إقناعهم بأنني على حق فيما أقول، وكأنني شخص أخر وبشخصية أخرى، لا أعلم كيف يحدث هذا؟ ولكنني دائمًا أستطيع إخراج نفسي من المشاكل، وبشكل تلقائي.
هناك شخص في حياتي توفي قبل ثلاث سنوات، كانت وفاته سبباً لاستيقاظ شخصية غريبة بداخلي، شخصية قوية، لا أعلم كيف أصف لكم هذا الشعور؟
فكرة الزواج، وتأسيس عائلة، فكرة لا أحبها، وهي خارج نطاق تفكيري، مررت بحالة اكتئاب قبل فترة، وكرهت الحياة واحتقرتها جداً، وأصبحت أنام بالأيام ولا أستيقظ إلا قليلاً، عندما كنت طفلة أشتهر عني بأنني الفتاة ذات النظرات المخيفة، فقد كنت لا أبكي ولا أذرف الدموع، وعندها أخذني والداي إلى الطبيب المختص، ونومي لا يخلو من الكوابيس إلى يومي هذا، فهل أنا طبيعية؟