السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاماً، وقد مررت منذ عام وشهرين تقريباً بنوبة هلع، وتكررت معي مرات عدة، وقد تسببت لي بخوف شديد من الموت بعدها.
وكانت الحالة نتيجة ضغط نفسي شديد من تفكير في مصيبة ما، استمرت معي هذه المصيبة سنة كاملة، تكررت معي فيها نوبات الهلع عدة مرات، لم أحصل فيها على علاج سوى أنني في بداية الأمر كنت آخذ (الأندرال) لتهدئة خفقان القلب عندما يحدث، وأيضا كنت آخذ (الموتيفال) مرات، مثلاً مرة كل أسبوع، أو مرة كل يومين إلا في رمضان أخذته لمدة 20 يوماً بعد السحور حتى لا تحدث معي حالة الهلع أثناء الصيام، وتعايشت مع الحالة تأتيني أياماً وتغيب أياماً.
الحالة في البداية كانت شديدة جداً؛ خفقان، وشعور بالموت، وتعرق شديد، وخوف شديد يأتيني ويعتريني، ومن ثم بقية اليوم كله خوف، وتوجس، وتفكير بالموت.
أنا في هذه الفترة لا تأتيني نوبات الهلع مثل الأول، ولم أعد أفكر بالموت طوال اليوم مثل الأول، أنا الآن أعيش يومي كله طبيعياً جداً، ولكن يأتيني التفكير في الموت عند النوم في بعض الأيام، وأشعر أنني سأضع رأسي ولن أقوم مرة أخرى.
الخوف معي ليس من الموت، فأنا أفكر فيما بعد الموت، أنا مسلم -والحمد لله- وأعلم أن الله رحيم بالعباد، ولكن التفكير يراودني بطريقة أنني أتخيل بمجرد أن تحدث الوفاة سأرى أموراً غريبة، فأنا سألاقي مصيري، ولا أعلم كيف سيكون! سأدخل القبر وحيدًا وسط الظلمة وآه آه إن كان العمل السوء أكثر من العمل الحسن.
التفكير يأتيني بهذه الطريقة، وليس الخوف من لحظة الموت ذاتها.
أنا الآن آخذ (موتيفال) لمدة يومين، أو ثلاثة، ثم أتركه أياماً، وما أن أشعر بعودة التفكير في الموت، وحدوث خفقان إلا وأحاول التعايش معه، وما أن يزيد إلا وأتعاطى حبة (الموتيفال) فأهدأ، وأنام جيداً هذا اليوم.
كل يوم أتعاطى فيه (الموتيفال)، أنام نوماً هادئاً وأستيقظ طبيعياً جداً.
أنا الآن أعيش حياتي كشخص طبيعي، أو أقرب لحياتي السابقة بنسبة 70%، ولكنني لا أستطيع النوم ليلاً في بعض الأيام بهدوء ودون تفكير مثل الأول بدون (الموتيفال)، وربما أصبر حتى ظهور نور السماء في الصباح لأنام.
قرأت أن (الموتيفال) يسبب زيادة إنزيمات الكبد فتخوفت من (الموتيفال)، ولكنه يهدئني ويجعلني أنام مستريحاً.
أخشى أن يكون الخفقان الذي يحدث معي، وتسارع النبضات لدرجة أحياناً أني أشعر أني أهتز مع حركة ضربات القلب.
طموحي ليس مثل السابق؛ فقد كنت شعلة نشاط وطموح، وأفكر دائماً في المستقبل، حالياً أشعر دائماً أني سأموت في وقت قريب، وأنا على عمري هذا، وليس أكبر بكثير، زوجتي حامل، ويأتيني تفكير أنني ربما لن أعيش لأرى طفلي يولد أمام عيني.
لا أستطيع أن أقول مثل السابق: في الأسبوع القادم إن شاء الله سأفعل كذا، فأجد شيئا في رأسي يقول إن كنت من أهل الدنيا! حتى صارت كلمة على لساني أرددها في أغلب المواقف عندما أتحدث عن المستقبل.
أرجو الرد بعجالة في كيفية التصرف لأعود لحياتي السابقة؛ كنت لا أفكر في الموت إلا بالشكل العادي، وأفكر فيما سأفعل غداً، وإن لم يحدث فالأمر لله من قبل ومن بعد، أسألكم بالله الرد في أقرب وقت، فأنا لا أستطيع الانتظار لأيام طويلة للرد، فأنا في أشد الحاجة لحل جذري يعيدني لحياتي السابقة.
وجزاكم الله خيراً.